امتحان التوجيهي.. عتبة، تطويره هو مجرد بداية على طريق طويلة لإصلاح التعليم.
ما نعنيه مما سبق هو أن تغيير نظام الامتحان العام سيكون بلا قيمة إن لم يتم تغيير كل ما قبله وكل ما بعده في مراحل الدراسة جميعها.
الخطوة في طريقها لأن تصبح حقيقة بعدما مهد لها الطريق بتغييرات بدأت في المناهج وعتبة التوجيهي بالنسبة لوزارة التربية والتعليم لن تعود هي المعيار للإنتقال الى مرحلة التعليم العالي الذي سيحتاج هو الآخر الى ثورة تفكك نظام القبول السائد حاليا وإلا ستصبح كل تلك التغييرات بلا معنى.
الإستعاضة عن «راسب ناجح» و«أدبي علمي» بالكشف عن ميول ورغبات وقدرات الطالب الحقيقية، هي مرحلة سيبنى عليها القبول الجامعي نحو الحقول والتخصصات الجامعية المناسبة. ومنها يحدد الطالب مساره الجامعي ليتم الخلاص من مفهوم المعدل العام كما هو سائد اليوم لتفكيك عقدة أن صاحب معدل 90% يجب أن يكون طبيبا ومهندسا، وأن صاحب معدل 70% يجب أن يذهب الى العمل المهني ؟
النظام الجديد ليس كل ما يتمناه وزير التربية، فهو أقل مما هو معمول به في العالم المتقدم لكن الوقت والتطبيق سيكونان كفيلين بمزيد من تطويره ليصل الى مراتب أنظمة التعليم المتقدمة ولا بأس في المرحلة الأولى أن نبدأ بتأسيس نظام الحزم الذي يلزم الطالب التفوق في إحداها لتحديد مساقه الجامعي عوضا عن المعدل العام لجميع المواد، التي يتعين عليه أن ينجح ويتفوق فيها كي يحصل على معدل يكون مقبولا في الجامعة وفي التخصص الذي غالبا ما يرغب به الأهل.
إمتحان الثانوية العامة كرس تشوهات كثيرة ليس أقلها تدني المرتبة الإجتماعية للعمل المهني ومنحها فقط للطبيب أو المهندس.
هذه الخطوات لن تسلم من النقد، فهناك أطراف مستفيدة من بقاء الأوضاع على ما هي عليه وعلى الوزير عمر الرزاز أن يتحضر لمواجهة الماكينة ذاتها التي عانى منها سلفه الدكتور محمد الذنيبات وهي التي ركبت تغيير المناهج كمطية ببث عشرات الشائعات والأكاذيب التي تبين لاحقا زيفها.
هذا دليل آخر على أن الخلل ليس فقط في التعليم والمناهج والأساليب فقط بل في التيار الذي يسيطر على العملية التربوية منذ عقود وتحول الى ثقوب سوداء تبتلع كل محاولة للتطوير.
الوزير الرزاز لم يفاجئنا بخططه فهو على تواصل مستمر مع الرأي العام، واعتاد أن يبث أفكاره بين فترة وأخرى عبر تصريحات صحافية أو على مواقع التواصل الخاصة به والتي سعى التيار ذاته الى اختطاف إحداها مؤخرا لإحداث جلبة.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي