رئيس التحرير و الناشر متكافلين متضامنين قالا لي أن الظروف لا تسمح بالكتابة عن الموضوع الخليجي ، و ذلك حفاظا على اللحمة العربية ، و أواصر الأخوة و المحبة بين الشعوب و الدول و الحكومات و درءا للمفاسد التي هي أولى من جلب المنافع ، و لأن الله يحب الإصلاح و المحبة و لا يحب المواقف التي تؤجج الصراعات و ولا يحب الاصطفاف مع أحد فذلك أفضل و أنجى و ربما يكون من العشر التي تدخل الجنة ، و بصراحة اقتنعت ، و لذلك سنكتب عن الموضوع العربي بصورة عامة بعيدا عن التسميات أو الغمز أو اللمز فالله لا يحب الغمز و اللمز أيضا كما قال لي الناشر و استشهد بقول الله سبحانه و تعالى " و لا تلمزوا أنفسكم " و صدقته أيضا و توكلت على الله.
الحال العربي بصورة عامة يصعب على الكافر ، فالحروب و الخلافات و الفوضى و الاحتجاجات تكاد تكون في كل بلد عربي و في كل مدينة و قرية ، و الحكومات كلها تحاول تبرير ذلك بدور الاستعمار و إسرائيل و تلصق تهمة العمالة بكل من يعترض على أدائها و مع هذا فهي صديقة أي تلك الحكومات لتلك الدول التي تتهم مواطنيها بالعمالة لها ، أما عن العدالة الاجتماعية فقد كتب ديفيد هيرست يوم أمس في الإنديبندنت و هو الكاتب الأشهر الذي يكتب في تفاصيل السياسات الشرق أوسطية ، كتب بالنص ما يلي و نحذف أسماء الدول التي أشار إليها حتى نبقي على اتفاقنا مع الناشر الذي نصحني بأن أكون مع الناصحين و ليس مع المرجفين و أن الله لا يحب المرجفين
(( إن الناظر إلى المشهد سيصاب بالصدمة عندما ينظر إلى البلدان العربية الأوسع ثراء بذلك الكم الهائل من الثروة وبطريقة إنفاقها وتبديدها.
ولعل ترتيب صناديق الثروة السيادية يحكي قصة مثيرة للاهتمام، فأولاً، ثمة كم هائل من الثروة ، مجموع ما في صناديق الثروة السيادية لدول الخليج يصل إلى 2.8 تريليون دولار. تبلغ قيمة صندوق .... السيادي 320 مليار دولار، وهو رقم متواضع مقارنة بالصناديق الأخرى مع ملاحظة صغر تعداد السكان في .... تصل قيمة موجودات ....................... ................... ....... و....... مجتمعةً إلى ما مقداره 2.53 تريليون دولار.
وأضاف: “ألْقِ نظرة أقرب وستجد أن شيئاً ما لا يُعقل بشأن الأحجام النسبية لهذه الصناديق. فالصناديق التي تملكها 6 صناديق سيادية ........ مجموع ما فيها أقل بقليل من 1.3 تريليون دولار، بينما تقدر قيمة الصندوقين الأكبر المملوكَين ........ بما يقرب من 679 مليار دولار، أي نصف ذلك (أي نصف مجموع الصناديق السيادية .........) ..
ما علينا ..!!
و أنا أراقب كل هذه الحروب و الفوضى و الاقتتال كنت أظن أن ما يحصل هو أهم خبر بالنسبة لوسائل الإعلام العالمية و لكن حينما ذهب أتصحف الصحف و المحطات الأوروبية و الأمريكية ، وجدت أن ايطاليا مهتمة بقصة مواطن سجن بتهمة الفساد ثم تبين انه بريء و الدولة تعرض عليه الآن تعويضا ماليا فلكيا بدل السنوات الخمس التي قضاها بالسجن ، و نظرت في مخيلتي في الجهة المقابلة العربية و عن المظلومين الذين يسجنون ثم يتبين أنهم أبرياء و حينما يفرج عنهم يعتذرون هم للحكومة و يشكرونها على العدالة و تحقيقها ثم يقظبون دحية للزعيم ، و أصابتني موجة ضحك حتى أحدثت و انتقض وضوئي و قلت هيبتي أمام الجالسين الذين فوجئوا بذلك .
و الفرنسيون مهتمون بتقليل عدد النواب و الأمريكيون مهتمون بالوظائف الجديدة التي جاء بها ترامب ، و الألمان مهتمون بالهجرة و المهجرين و روسيا مهتمة برفع ميزانيتها و الصين اخترعت باصا يسير دون أن يأخذ حيزا في الشارع " اه و الله العظيم " باص يسير في الفراغ و تمر السيارات و الشاحنات من تحته و هو يسير " زي الباص السريع أجلكم الله " .
يعني رغم كل الذي يحصل ، ما في حدا بالدنيا مهتم أو مكترث بنا ، و نحن نظن أننا محور الكون ، و أن الله لم يخلق أحسن منا ، و أن العالم يحبس أنفاسه من خوفه منا أو علينا ، بينما نحن لا شيء ، نوثينق ، نيينتي ، نادا في كل لغات العالم ، إلا في لغة الضاد فنحن نظن أننا أسود بينما نحن مانيكان نرقص في العتمة .