هذا خميسكِ، يا عمّونُ الحلوةُ ..
باسل الرفايعة
07-07-2017 03:59 AM
هذا خميسُ الخسارةِ، لمِنْ أرادَ بكَ تخُّلفاً وظلاماً ودجلاً يا حبيبتي التي بينَ الجبالِ السبعة. أشمُّ عطركِ من بعيدٍ يا عمّانُ، وأعرفُ فتنةَ الرائحةِ، حينَ تنامُ تحتَ الأقراطِ، وعندَ الأساور.
كانَ أسبوعاً قبيحاً، ولكنكِ الآنَ، بكاملِ خميسكِ تمشينَ، بكعبكِ العالي، وتسكبينَ جَمالكِ مع هواءِ الصيفِ، ولا تأبهينَ لتعويذةِ مُشعوذٍ في الشميساني، ولا لولدٍ مريضٍ، تحرَّشَ بفستانكِ الأنيق في الصويفية.
هذا خميسكِ، يا عمّونُ الحلوةُ. ولا عَلَيْكِ، أقصدُ: لا غبارَ على حذائكِ المُلوَّنِ، إذا كانَ مجمّعُ النقاباتِ مسكوناً بالجنِّ، ويحتاجُ مبخرةً تهزأُ بالهندسة. لا عليكِ يا سيّدتي. الليلةَ، سيذهبُ شبابٌ وبناتٌ إلى سهرةٍ ما، في صيفكِ العاشقِ، ويذهبُ آخرون إلى "كروم العنب" في شارعِ عمّانَ المُنوَّرة، ويُحضِّرونَ "الجِنَّ" في صحتكِ، بالليمون والتونيكِ والثلجِ.
هذا خميسُ خسارةِ المدججين بالعتمةِ، وكلُّ عتمةٍ تسقطُ، حينَ تضحكينَ من غمّازتين بينَ جبلين. لا عليكِ. لَنْ يجرؤ الولدُ إياه على ثيابكِ الزاهيةِ في شارعِ الوكالات. لَنْ نسمحَ له أنْ يأخذكَ إلى الكهوفِ. أنتِ بنتُ سَبِيلِ الحوريّاتِ، كنتِ ولا تزالينَ عمّون التي تعوَّدت على الغَزَل والدلال. لَنْ تعدمي رجالاً وعشاقاً، يبوسون يديكِ، ولا يخافونَ على أكتافكِ الجميلةِ، إلا من البَرْد..