ليس صحيحا ان السياسة بلا أخلاق ، وعلى العكس من ذلك تماما فالسياسي المحترم هو السياسي الناجح الذي يجني لبلده ولنفسه فوائد وعوائد يستحق عليها التقدير ، على ان قيمة الاحترام في هذا الزمان تتطلب ربما وضع معايير محددة لا بد من توفرها لكي يتأهل السياسي لان يطلق عليه وصف «محترم»،.
الاردن ليس استثناء لما يجري اليوم في هذا العالم على صعيد السلوك الانساني الذي تطورت مساربه ومواصفاته وبصورة تبعثرت معها قيم سادت ثم بادت لتحل محلها قيم جديدة ترتبط ولسوء الحظ بالقيم المادية والمصلحية بمعزل عن شيم الايثار وصفاء النوايا وكرم الروح ونزاهة التصرف وعفة اليد والفرح واللسان ، فتلك غدت في عالم اليوم عملة نادرة لو جاز القول ، وربما يوصف المتشبثون بها بالمتخلفين او حتى بالاغبياء الذين يتمترسون خلف جدران قديمة بالية ولا يلحقون بركب التطور والحضارة والتقدم،،
واقع الحال هذا على هذا الكوكب اليوم اوصل وبالذات في دول التقليد «دول العالم الثالث» الكثيرين مما لا يستحقون الى ما لا يستحقون على حساب مصالح البلاد والعباد ، ونأى بمن يستحقون عما يستنعقون وايضا على حساب مصالح البلاد والعباد والتي يفترض ان يُعهد بها الى اولئك الامناء عليها وحدهم دون سواهم، ، فجنت تلك الدول نتاج ما فعل بها نفر هنا او هناك ممن توهموا ليس لسبب في الدولة وانما فيهم هم ، ان الدولة مجرد شركة او مزرعة او ملكية خاصة من حقهم ولهم ان يتصرفوا بها كما يريدون دون ان يكلفوا انفسهم حتى مجرد السؤال عن رأي الناس المستهدفين بنتائج هكذا تصرفات،
وواقع الحال هذا هو نذير وبقوة لكل دوائر القرار في دول العالم النامي ونحن منها لتأجيل معيار «الاخلاق» باعتباره الاساس الذي بهديه تختار الكفاءات لمواقع القرار والقيادات ايا كان مستواها متقدما ام وسطيا ام خلف ذلك ، فلا خير في كفاءة تفتقر الى قيمة الخلق والوازع الذي يردعها عن ان تفسد او تنحرف،،
ما ينسحب على موقع قرار مهما كان ينسحب على سائر المواقع في اية دولة ، ولو طبق هذا المعيار الاخلاقي الذي يستبعد ما يفتقرون اليه من تسنّم سدة العمل العام وفي قطاعيه العام والخاص ، لباتت الدنيا قمرا وربيعا بالضرورة ولزهت المسيرة أكثر فأكثر وسادت المنافسة بين الناس على التخلق بالخلق الحسن والقويم سبيلا لتحقيق الذات والوصول الى المبتغى، ، بعيدا عن اساليب الدهلزة والفهلوة والانتهازية والوصولية وما الى ذلك من مواخير الوصف المشين،
بصراحة ندرك ان رئيس الوزراء الحالي على قدر من مخافة الله يؤهله لأن يمارس العدل والابتعاد عن الظلم والظلم مرتعه وخيم ، وان حياته تخلو من الشلة والندامى والخلان والجلساء المقربين وسهارى الليل الذين يزينون له الشين ويشينون له الزين وفقا لاهواء لا وجود فيها لتقوى او وازع من خلق او ضمير او ادنى اهتمام بالمصلحة العامة،
وندرك ان الرجل على خلق ، وحسبه ان الامر كذلك ، ولا حول ولا قوة الا بالله