منعطف الثانوية العامة ومثلث إدارة الجودة الشاملة
د. هيلدا مدانات
06-07-2017 12:52 PM
كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث والكتابات والمقالات حول امتحان الثانوية العامة وما به من جوانب سلبية تنعكس على الطلاب والأهل وبالتالي على منظومة المجتمع كامله.
ومن الجانب الآخر كثرت الأحاديث عن اساليب ومقترحات تطوير هذا الامتحان ليعكس الأثر الإيجابي على واحه العلم والتعليم.
وكانت معظم الخطط تدور حول منهجية عقد هذا الامتحان ما بين مؤيد ومعارض لنظام السنة الواحدة او نظام الفصل الواحد وفي هذا الجانب يراودني فكر ورأي اخر عله يكون حلا أفضل لتخفيف ضغط هذا الامتحان على جميع الأفراد المعنيين بهذا الموضوع وتراودني فكره توظيف مبادئ اداره الجودة الشاملة في هذا الجانب .ومن هنا اقترح ان يعقد الامتحان بواقع أربعة فصول دراسية (سنتين دراسيتين تبدا من الصف الحادي عشر ) وذلك لتخفيف الضغط والعبء على الطالب وبالتالي يؤخذ بمتوسط معدلات هذه الفصول وان لا يتجاوز المباحث التي يتقدم بها الطالب عن ثلاث مواد لكل فصل وهكذا نضمن توزيع المواد و تقليل الضغط الدراسي عليهم وبالتالي زياده الرغبة بالتعلم والتحصيل الدراسي وزياده الاستعداد لدخول المرحلة الجامعية بتفاؤل وأمل وتطلع ايجابي للمساهمة في بناء وتنمية القيم الإيجابية والحضارية للمجتمع.
ان الربط بين استراتيجية التطوير ومفهوم اداره الجودة الشاملة بمبادئها الثلاث الرئيسية او بما يسمى بمثلث اداره الجودة الشاملة والذي يقوم على المحاور ادناه قد تكون الألية الأشمل لعمليه التطوير :
وأن من أهم المبادئ الأساسية لإدارة الجودة الشاملة:
1-مبدأ التركيز على الزبون 2 - مبدأ التركيز على العملية 3- مبدأ التحسين المستمر
ان تطبيق هذه المبادئ بالتأكيد يحتاج الى (القيادة الموجهة و التخطيط الاستراتيجي و المشاركة)
1- مبدأ التركيز على الزبون ) الطالب ): يعد التركيز على الزبون وتحقيق رضاه وتلبية احتياجاته هو الهدف الرئيسي لأي منظمة كانت وهذا ما يراه أغلب الباحثين حيث يكون الزبون المحور الذي ترتكز عليه عجلة إدارة الجودة الشاملة .ومن هنا لابد من مشاركه الطلبة في صياغه ورسم الاليه الجديدة لهذا الامتحان .ولذلك فإن من أهم العوامل الواجب أخذها بعين الاعتبار في تطوير نظام التوجيهي هو كيف يرى الطالب هذا الامتحان في كافه جوانبه النوعية والكميه.
2- مبدأ التركيز على العملية : تعرف العملية على أنها سلسلة مترابطة من الأعمال أو النشاطات تهدف إلى تحقيق نتائج ذات قيمة. أما تحسين العملية فهي النشاطات المستخدمة للكشف عن وإزالة الأسباب التي تؤدي إلى انحرافات بهدف تحسين إمكانيات العملية. ويقصد بمبدأ التركيز على العملية (تقليل الجوانب السلبية وهدر المال والوقت).
وتتضمن العملية هنا ثلاثة جوانب رئيسية :
* المدخلات وتشمل جميع الطلبة والهيئة التدريسية والبيئة التدريسية والمناهج بحد ذاتها .
* الإجراءات و تشمل المعدات والوسائل وطرق التدريس.
* المخرجات: نتائج العملية التدريسية.
3- مبدأ التحسين المستمر: يشكل مبدأ التحسين المستمر أساساً مهما تميزت به فلسفة إدارة الجودة الشاملة وهو اساس لزيادة كفاءة وفاعلية عمليات الجودة لأجل تقديم منافع إضافية إلى حقل التعليم .إذ أصبح أجراء التحسين المستمر حافزاً يدفع المعلمين والطلبة إلى إنجاز أعمالهم وواجباته بجودة عالية.
أن من بين أهم متطلبات انجاز وانجاح هذه المبادئ هو وجود قيادة وادارة مرنة وذات عقلية نيرة يعتمد عليها في دعم ومساندة عملية التطوير فالقيادة عملية مهمة وضرورية لإنجاز أي عمل ابتداء من خطواته الأولى في التخطيط ثم التنفيذ والتقييم والمتابعة.
وفي ظل دعم وتوجيهات صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وصاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله حفظهما الله ورعاهما وفي ظل ما يتمتع به جلالتهما من صفات قيادية وانسانية و من الحكمة والاعتدال ، والقدرة على التفكير العميق واستشراف المستقبل، وفي ظل القيادة المرنة والمنفتحة والخبرة التنموية المميزة لمعالي وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز يكون الأمل الأكبر لتطوير العلم والتعليم وكافه استراتيجيات الموارد البشرية بما ينعكس على مستقبل افضل لأبنائنا وللأجيال القادمة.
واذا كان المجال مفتوح للتطوع والمشاركة بتطوير العملية التعليمية فانا اول المتطوعين.