لم يكسر أحد الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة والضفة كما فعل الاردن حتى الآن وما زال وبتوجيه مباشر من رأس الدولة ، وبتنسيق وتعاون بين مركز ادارة الأزمات في القوات المسلحة الاردنية الباسلة والسلطة الوطنية الفلسطينية.

هذا واجب مشرف ينهض به الاردن وليس له ان يمُن «لا قدر الله» ، وانما هو التزام قومي لطالما اداه بلدنا طوعاً وبكفاية ودونما اصدار بيانات او اعتصامات لا تقدم للشعب الشقيق المحاصر غير الدعم المعنوي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ساعة الشدة،،

اليوم يتبارى ساسة الكيان الاسرائيلي في اعلان قرب عدوانهم على غزة بحجة الصواريخ التي تطلق من هناك ، لا بل فان غزة باتت مادة اعلانية انتخابية لهؤلاء الساسة الذين يعتقد كل منهم ان خطته لاسكات غزة والعدوان على الاطفال والنساء والشيوخ هناك بالسلاح الفتاك هو سبيله الى الحكم في اسرائيل ، وفي هذا دليل على حقيقة مشاعر الناخبين في المجتمع الاسرائيلي ازاء الشعب الفلسطيني الشقيق وبالذات في قطاع غزة،

كل العرب مطالبون بنصرة الأهل في غزة كما يفعل الاردن في مواجهة الحصار الظالم الذي يحرم الناس هناك نعمة العيش كسائر خلق الله ، وكل العرب لا بد وان يتحملوا مسؤولياتهم الادبية والقومية والدينية تجاه شعب فلسطين ، والفلسطينيون الموسرون بالذات وفي سائر ارجاء المعمورة عليهم تحمل الواجب نحو الاشقاء كذلك فلا تكفي مشاعر التعاطف والهتافات والبيانات وحدها ، اذ لا بد من فعل مباشر يكون قدوة للآخرين بتقديم الدعم المادي والعيني الذي يوفر اسباب الصمود للأهل في غزة وسائر فلسطين المحتلة،

يقدر للاردن وللملك تحديداً انه يقدم القدوة الحسنة والانموذج الصحيح في الانتصار للشعب الفلسطيني بتقديم العون المباشر الذي يخترق الحصار ويسهم في توفير متطلبات العيش الكريم للشعب الشقيق الرازح تحت الاحتلال ، مثلما يسهم في توفير القدرة على الصمود والتصدي والمقاومة كذلك،

الدعم الذي يقدمه الاردن من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية وغيرها ، هو بالضرورة جهاد مقدس يمارسه الاردن بروح وطنية انسانية كريمة تشعر بعظمة الواجب نحو الاشقاء وتعيش معاناتهم وتقدر ظروفهم وتبادر لاداء الواجب والتخفيف من تلك المعاناة ومواجهة تلك الظروف الصعبة التي يعيشون،

نعم هذا جهاد يقدره كل منصف كريم الخلق ، وهو جهاد موصول منذ معضلة غزة ومنذ وقوع الاحتلال الغاشم على ارض فلسطين ، فقد قدم الاردنيون جميعاً اعظم التضحيات من اجل ا لقدس وفلسطين وما زالوا ارواحا ودماء واملاكا ومقدرات واستشهدوا بشرف في سبيل الله عند اسوار فلسطين والقدس وعلى ثراها المبارك.. وها هو الاردن اليوم يواصل الدعم والمساندة للاشقاء في زمن عز فيه الدعم اليهم الا بالبيانات والمسيرات والاعتصامات والهتافات،

تحية للشعب الفلسطيني البطل المتشبث بأرضه وحقوقه في مواجهة أبشع هجمة استعمارية عرفها التاريخ ، وتحية لكل من يهب لنصرة هذه البطولة ، وبالذات الاردن العربي الهاشمي المجيد.


she_abubakar@yahoo.com