تعرضت لحادث سير مروع في صباي فكافأتني القوانين المرعية باعفاء جمركي غير قابل "للبيع او المبادلة" وهو امر مفهوم تماما باعتبار ان نواتج حادث السير اياه ايضا غير قابلة للبيع او المبادلة إذ يستحيل ان يطلب احد الاصدقاء "طرفا صناعيا" ليذهب به الى مشوار ما ، وكما تعرضت انا شخصيا الى حادث سير مروع فقد تعرض الشعب الاردني الى انتخابات مروعة افضت الى استفادة 110 اشخاص من اعفاءات جمركية على سيارات.
ولكن هل كل اعفاء اعفاء؟
بالقطع لا، فمن كان مصابا بجسده فاللياقة تقتضي ان لا يطلب سيارة معفاه تزيد سعة محركها عن 2000 cc لكن من حاز على ثقة ابناء دائرته الانتخابية فيحق له – على الاقل - من باب الدلال على الموازنة ان يحظى بسيارة معفاة دون تحديد لسعة المحرك اذ قد يحتاج ممثل الشعب الى سيارة دفع رباعي كي يصل الى اقاصي الارض الاردنية بحثا عن ناخب مكلوم او صوت مخنوق بفعل موجات البرد غير الممطر.
انا من ذوي الاحتياجات الخاصة اما السادة النواب فهم من ذوي الاحتياجات العامة وهنا مربط الفرس وليس في العبدلي طبعا فشتان بين الحالين وكما قال جوزيف صقر رحمه الله واسكنه فسيح جنانه: "حالة تعبانة يا ليلى خطبة مافيش انت غنية يا ليلى ونحنا دراويش".
بحسبة قليلة الدسم نعرف ان 110 سيارة معفاة من الجمارك تعني اننا حرمنا الموازنة من مليونين ومئتي الف دينار وهذا الرقم يمكن الاستفادة منه عبر شق 110 كيلو متر من الطرق الزراعية على سبيل المثال خصوصا ونحن نستعد لولوج عام الزراعة في التقويم الاردني لكن "راحة نفس" ممثلي الشعب اولى بالرعاية لذلك جاءت الاعفاءات بهذا الشكل.
يحق للنائب بيع إعفاءه تماما كما حق له شراء اصواتنا والحسبة هنا عادلة فالاباحة هنا تاتي لتعويض الخسائر التي المت بهم يوم كانوا مرشحين ويخطبون ودنا بما استطاعوا اليه سبيلا .
بودي لو امنح كل النواب اعفاء من تمثيلنا لربما كان الامر اكثر توفيرا على الموازنة وكل عام وانتم بخير.
samizobaidi@gmail.com