تطور جديد في الصراع مع إيران
محمد الداودية
03-07-2017 07:22 AM
كان حفلا مهيبا ذاك الذي عقدته المعارضة الايرانية في باريس يوم السبت الماضي بمشاركة عشرات الالاف من الايرانيين المقيمين في الخارج بعيدا عن نظام الملالي المطلق.
يشفُّ عن الكثير، احتضانُ فرنسا لهذا المؤتمر، وكثافة حضور الايرانيين ورسالة النواب الامريكيين المتلفزة، والحضور الاوروبي الواسع وحضور وفد من المعارضة السورية والحضور السعودي المتمثل في الامير تركي الفيصل.
هي مرحلة جديدة وساحة جديدة من مراحل وساحات الصراع السعودي الايراني. ستشهد انتعاش المعارضة الايرانية التي تمثلها «حركة مجاهدي خلق- منظمة مجاهدي الشعب الإيراني» التي اسسها عام 1965 مسعود رجوي ومعه سياسيون وفنانون وعلماء واكاديميون وضباط، للإطاحة بنظام الشاه الدموي الفاسد والتي تشكل نواة المعارضة الصلبة العريقة، ذات التقاليد الراسخة في العمل السياسي والعسكري، والتضحيات الباهظة رغم ضراوة ملاحقة 20 جهاز امن إيراني.
ان الأفق مفتوح بعد مؤتمر باريس، على تطورات غاية في الخطورة، تتمثل في دعم «مجاهدي خلق» وتمكينهم من العمل التنظيمي والسياسي والإعلامي - والعسكري قطعا-داخل ايران، التي يديرها نظام دكتاتوري متعصب في بلد تتكون من عدة قوميات (الفرس والبلوش والاكراد والبشتون والعرب واللور والارمن والاذر والديلم والتركمان ...).وان هذا التطور المهم في الصراع مع ايران، سيعني بالتأكيد، رد فعل إيرانيا «مساويا له في القوة ومضادا له في الاتجاه».
الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق، القى كلمة في المؤتمر قال فيها: «إن مطلب المعارضة الإيرانية بإسقاط الحكم سيتحقق». ودعت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في كلمتها إلى «إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران».
سنة 1979 رفع الخميني راية المستضعفين في الأرض ضد المستكبرين «الموت لأمريكا ولإسرائيل»، ورفع شعار «حق جميع الشعوب في الاستقلال والحرية»، وتعلقت آمال الشعوب الإسلامية بهذه الجمهورية التي أغلقت سفارة إسرائيل في طهران ورفعت عليها علم فلسطين.
لكن إثر انكشاف محتوى «الثورة الإسلامية»، بعد فضائح لا تحصى، ابرزها «ايران كونترا او ايران غيت عام 1985» التي كشفت للعالم أن جسرا من الأسلحة وقطع الغيار، كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران، تبدل شعار الجمهورية الاسلامية إلايرانية من «تصدير الثورة» الى «تصدير المذهب» الشيعي الجعفري الاثني عشري، وان متابعة ما يجري في اندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وغيرها، يكشف عن جهود ايرانية ضخمة لاثارة الفتنة المذهبية والحرب على السنّة.
كنت سفيرا في المغرب حين اتصل بي عام 2003 الصديق الدكتور مروان المعشر وزير الخارجية قائلا: محمد، هل انت جاهز للتحرك من المغرب.
قلت وانا انفض رمال شاطىء المحمدية الذهبي عن شعري: بالتأكيد جاهز. وسألت: الى اين يا مروان؟
قال: الى ايران.
قلت: يستحسن ان ترسل شيخا بعمامة.
قال: استحسنا وأرسلنا لكنهم لم يسهلوا مهمته.
قلت له إن إيران سترفض ترشيحي، او ستقبله وستدبر لي حادثة قاتلة.
قلت لمروان: لقد لبيت دعوتين من الزعيمة الإيرانية مريم رجوي، المعجبة بالكاتب الذي احبه ارنست همنجواي، الأولى للمشاركة في مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي عقد في فرانكفورت بالمانيا عام 1995 بصحبة الصديق الراحل إبراهيم العبسي رئيس رابطة الكتاب الأسبق والأخرى للمشاركة في المؤتمر التضامني الذي عقد في لندن بدعوة من مجلس العموم البريطاني عام 1997 حيث القيت كلمة تضمنت ادانة نظام الملالي الدكتاتوري.
واضفت: كما اعتذرت عن تلبية دعوة ثالثة (عقدت في باريس في تموز عام 2011 ) نقلها لي السيد اديب حامدي مسؤول العلاقات العامة في مكتب السيدة مريم رجوي وطلب مني، بسبب تعذر المشاركة، توجيه رسالة الى المؤتمر الذي تتبناه اللجنة العربية الاسلامية للدفاع عن مجاهدي خلق في العراق ولجنة مسلمي فرنسا. فوجهت رسالة طالبت فيها بوقف تدخلات نظام الملالي في شؤون دول المنطقة.
الدستور