facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تركة داعش والتصارع عليها بحجة الارهاب


د. لؤي بواعنة
02-07-2017 08:42 PM

احداث متسارعة ومواقف متغايرة وضبابية تحمل ازدواجية واضحة ومصالح اقليمية، يتبعها اسئلة حائرة تفرضها تلك المتغيرات والبيئة الاستراتيجية الاقليمية والدولية، تجعل كلا منا في حالة تشاؤم مستمر إزاء تلك السياسات الحالية، وخاصة الايرانية والأمريكية منها إزاء التشرذم العربي، واول ما يخطر بالبال، هو هل ستصبح الجمهورية الايرانية وميلشياتها وأذرعها في العراق وسوريا وريثة تنظيم الدولة الاسلامية او جيش الدولة "داعش" بعد زوالها؟

الاجابة ترسمها الاحداث الحالية اليومية العسكرية على الارض وكل ذلك بحجة مقاومة الارهاب.

متفقون على انه ارهاب وخطر داهم ننتظر زواله للأبد دون رجعة، لكن ما تمارسه هي نفسها من بعدهم ألا يعد ارهابا بحق العرب والعروبة، والاستقواء على الارض العربية.

والسؤال الثاني هل ما تمارسه إيران هو اعادة هندسة للمنطقة وخاصة في سوريا والعراق حسب مخططاتها، وفي ظل صمت دولي، وهزل عربي؟ وهل سيصبح العرب والسنة اقلية امام التمدد الشيعي الفارسي، ونحن لا حول ولا قوة لنا؟

لماذا هذا الصمت الدولي ازاء ما ترتكبه إيران من احتلال لأراضي عراقية وربما سورية تحت راية الحشد الشعبي العراقي وغيرها باسم الخلاص من عصابة داعش الارهابية، وهل ستكون إيران وعصاباتها ارحم بنسائنا وأطفالنا وشيوخنا ومساجدنا وتراثنا منها، هل ستتعامل معنا إيران على الهوية الطائفية؟ ام انها ستحررنا من الغزو الداعشي وتتركنا وشأننا.

من المؤكد انها لن تكون بأفضل من داعش سلوكا وتخطيطا بحقنا، فهما وجهان لعملة واحدة بل من الممكن ان تكون اسوأ، ونحن في حيرة وتيه، ومشاكل داخلية، وفشل دولي ازاء حل المسالة السورية وتلكأ دولي للقضاء على داعش، تمهيدا للتخطيط والتفكير فيما بعد داعش وتركتها في ظل صراع دولي .. بين الدول الكبرى الاربعة في المنطقة وكل حسب استراتيجيته ومصالحه.

والسؤال المحير لماذا نسمع تنديدا بإيران ورعايتها للإرهاب، ولكننا لا نسمع فعلا او حدا لأطماعها في منطقتنا، مما يؤكد ان سايكس بيكو دولية جديدة قادمة وبأيد اسلامية غير عربية ودولية عالمية هذه المرة للأسف، وبأبعاد اما طائفية او معادية للعروبة. لأننا الخطر الاحدق بهم واستغلالا لضعفنا للأسف.

سمعنا وشاهدنا مؤخرا سيطرة الحشد الشعبي العراقي المدعوم ايرانيا على منطقة البعاج العراقية الواقعة غربي الموصل على الحدود. السورية العراقية، الواقع تحت سيطرة داعش سابقا. هذه المدينة التي ستصبح من الان فصاعدا قاعدة ومدينة محورية لإيران، اذ تعد بالنسبة لهم فتحا جديدا براياتهم السود الملطخة بالدماء، لتصبح مركزا ومنطلقا استراتيجيا حدوديا لدول أربع. لها فيها كل السيطرة والنفوذ والذي اقر مؤخرا بشعارات علنية مكتوبة وسط بلدة البعاج تمثلت بالثناء على زعيمهم قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني الذي يقود مشروعهم بعبارة: "من الموصل الى البعاج شكرا سليماني".

وفي هذا العمل والانجاز تقليصا لسيطرة داعش على ارض الواقع، ولكنه في الحقيقة يسجل على انه انجاز سياسي وعسكري لإيران وليس للحشد الشعبي المعلن ظاهريا، كما يعد بعدا استراتيجيا مستقبليا لها تمهيدا لتحقيق مخططاتها واحلامها من جهتين، لقطعه الطريق على المسلحين لتنظيم الدولة من جهة لوصول الامدادات من الداخل السوري، وثانيهما تنفيذ مطامح ايران وخططها التوسعية بحيث تضمن ممرا آمنا من ايران للعراق لسوريا للبنان، وفي هذا تحقيق للحلم المستقبلي "الهلال الشيعي"، الذي تسعى اليه بحجة مساعدة النظام السوري، ومقاومة الارهاب.

فهل من صوت امريكي او روسي ام تركي او اممي دولي ام عربي. الكل صامت، ينظر للمشهد، وكأنه لا يعنيه. مستسلم للقدر، والخاسر الوحيد هم العرب، ألهذا وصل الحال بنا؟!

اننا بأمس الحاجة لمراجعة أنفسنا ومواقفنا وزيادة لحمتنا لان القادم أخطر، والمستقبل مظلم، فهل من مجيب، فهل من وقفة صمت، امام التآمر الدولي علينا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :