بناء على الأخبار التي شاهدناها وقرأنها في اليومين الأخيرين من قتل وطعن وإطلاق نار ومشاجرات ، فإن كل المؤشرات لا تدل على أننا امة «طالعة من عيد» بل نحن امة «طالعة من بار» أو «طالعة من ثيابها» على أقل تقدير.
أفهم أن أجواء العيد في أوروبا تبقى مسيطرة على مزاج الناس هناك شهراً كاملاً ،من يقضون إجازاتهم يستمتعون بها ، الفرح يملأ الشوارع المطاعم تعج بالعائلات الحواري نفسها تضحك وتتزيّن...هنا من ثاني أيام العيد الساعة السابعة صباحاً شغّل احد بكمات الشمام المسجّل الحنون تحت بيتي لينادي بشكل متواصل من خلال شريط كاسيت لا يتوقف ولا يعلك « عسل يا شمام 6 كيلو بليرة»..شمام السابعة صباحا؟؟ لم نستفق بعد من تعب الأمس..ولم نشرب القهوة ولم نستمع لفيروز،ولم نفطر حتى نفكّر بالشمام يا أخي..طيب كيف ستكون نهاراتنا وقد افتتحنا يومنا بــ»البوم»الحسبة؟؟..
قلنا أوروبا في العيد الفرح يملأ الشوارع..حتى شوارعنا تحسّها العيد غاضبة و»معصّبة» ومكتئبة حتى أعمدة الكهرباء «بتحسّها واقفة غصب»..أزمات سير شتائم حوادث مرورية بسيطة في الازدحام تزيد الأمر تعقيداً وتنتظر عشرات السيارات حتى ينتهي أحد السائقين من «اللحمسة على صدّامية السيارة الخلفية» حتى يقدّر الضرر الذي لحق به..واذا كان المتسبب سيدة..لا بد من حضور محرم أو ولي امرها حتى يقوم بــ»اللحمسة على صدامية السيارة»ليقدر الضرر!.
يا اخي..حتى المطاعم التي من الممكن ان تكون متنفسنا بالعيد صارت جدّاً بائسة ،بعض محلات الشاورما تعاف أنفس القطط الضالة من ارتيادها ، الكافتيريات الصغيرة لا تسيطر على جاط حمص فكيف لها ان تسيطر على باقي المنتج..»الحمص محمّض» والفلافل لها رائحة زيوت «جوبترول» لكثرة ما تم قليها بنفس الزيت منذ حرب الستةّ–بالمناسبة قد توفي أحد المواطنين متسمّماً ثاني أيام العيد بسبب وجبات اشتراها من هذه المطاعم ودخلت عائلته المستشفى للعلاج- فالمواطن محاصر بغذائه وطريقه وسعادته وفي نومه حتى فمن أين يأتي العيد وكل المنافذ مغلقة؟؟...
وفوق كل هذه الخلطة التي تحاصر شفاه المواطن في الابتسام..تأتي الأخبار آخر النهار..وتذكر لنا: فلان «طخ فلان» وفلان «طعن فلان»..»ولك ليش»؟؟ المواطن الأردني يجب ان يُهدى شقيقه المواطن «سفطة مهدئات» باكيت حبوب استرخاء..كيس «ملّيسة»..على ما يراه ويعانيه ويكبته في نفسه الصبورة كل يوم..ولك ليش تقتله وتتقلّد خطيته؟؟؟؟..اتركه «بموت لحاله»!!..
غطيني يا كرمة العلي
الرأي