facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السنيد يكتب: نصف الموقف الاردني يفضي الى اللاموقف


علي السنيد
01-07-2017 10:58 PM

منذ سنوات والموقف الاردني حائر بين الاحداث، ويكتنفه الغموض ، وعدم الوضوح ، والجدية، وينطوي على الوهن والضعف، وكأننا نخاف من ان نتخذ موقفا، وهو ما يفقد الاردن دوره الحقيقي في المنطقة، ولا يعود يحسب على أي من اطرافها الفاعلة، هذا على الرغم من فداحة الاحداث الجارية فيها، وهو ما اسقطنا على ما يبدو من حسابات الجميع ، وليس ادل على ذلك من ان الاردن وهو يرأس القمة العربية وهو الناطق باسم العرب في هذه المرحلة تتمكن احدى دول المنطقة من ان تتجاوزه بسهولة، وتجري في غضون ايام ثلاث قمم خليجية وعربية واقليمية، وتستولي على دور رئيس القمة العربية في مخاطبة مركز القرار العالمي، وتحيد الاردن وتدير المنطقة وفقا لرؤيتها الكارثية، وهو ما نشهده عيانا من تداعيات خطرة اليوم في مجال العمل العربي المشترك.

ومرد حالة الضعف في الموقف الاردني الى محاولات استرضاء الكل، وعدم اغضاب احد، وهذا التخبط في الموقف الخارجي ينطلق على ما يبدو من قاعدة عدم فهم حقيقة الوضع الاردني، فالأردن ليس دولة محورية تدور في فلكه الدول ليقف على مسافة واحدة من كل الاطراف، وانما تتطلب مصلحته الوطنية ان يقرر موقفه الى جانب احد اللاعبين الرئيسين في المنطقة، وعليه ان يتوخى الحق والعدل والشجاعة في تحديد موقفه، اما ان يتخذ من المواقف ما يجعله غير محسوب في اية حسابات فعلية، واعتبار ذلك نوعا من الحكمة فهو ما يفقد الاردن مكانته وحضوره ويفقده على المدى البعيد كل الاطراف معا . فنصف الموقف الاردني يفضي الى اللاموقف.
واليوم تجد صعوبة بالغة في فهم الموقف الاردني من كل قضايا المنطقة ، واخرها موقفه من حصار قطر فلا هو بالذي رفض الحصار كليا وحسب في سياق تيار الدول التي رفضت الحصار الظالم ، وانتصر لمبدأ العروبة، والاخوة، ولا هو بالذي استجاب للرغبة السعودية واصبح جزءا حقيقيا من تحالفاتها، وليحظى بعد ذلك بعطفها ومساعداتها، وانما هو عمليا يخسر كل الاطراف بالخطوات غير الكافية التي اصبح يتخذها للتعامل مع كل احوال احتدام اطراف المعادلة العربية والاقليمية. وهذا ينسحب على كافة اشكالات المنطقة ، فالأردن كما يظهر ليس مع النظام السوري فيدعو الى الابقاء عليه، وفي المقابل ليس مع الاطراف التي تنازعه على السلطة فيدفع باتجاه اسقاطه، وهو ليس مع الحوثين او ضدهم في اليمن، وبالكاد تستطيع ان تتفهم حقيقة الموقف الاردني من غالبية قضايا المنطقة الا ما يتسرب من تحت الطاولة من دور امني اردني ربما تعود تبعاته سلبا على الاردن في مقبل الايام.
لقد كان على الاردن ان يمتلك الشجاعة الكافية كي يتخذ الموقف الذي يراه سليما ويعلن عن ذلك بوضوح، وينحاز للدفاع عن هذا الموقف بغض النظر عن امكانية اغضاب البعض، وليحسب في الجهة التي تتبنى هذا الموقف . وسبق للأردن وان اتخذ مواقف عظيمة في أحلك الظروف، وعبرت عن كبرياء الانسان الاردني، وكسب النظام السياسي شعبه، وبنى شعبية كبيرة على إثرها، وكان واضحا جليا في إجراءاته، ومعروف كيف تميزت المملكة في رفضها لمؤامرة العدوان على العراق التي تبلورت في حفر الباطن، وانحاز الى العراق في تصديه للحصار الظالم، وللعدوان الدولي، ولم يكن تائها ضائعا بين الاحداث لا يكاد يرى موقفه، ولم يكن ليرضى ان يصغر في إطار عالمه العربي، ويصبح على هامش احداث المنطقة، ولا يكاد يؤبه به.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :