كاتب هذه السطور من زبائن أحد أكبر هذه المولات الدائمين وبشكل يومي، بل من المحبين والناصحين الذين يحرصون على سمعتها ويقدمون الملاحظات لإداراتها بشكل دائم لتحسين خدماتها، وأعلن دائماً في اوساط معارفي واصدقائي وعائلتي ان هذه المولات هي أفضل مكان للتسوق في الاردن بلا منازع .. ولكن ما حدث معي امس الجمعة ٣٠ حزيران ٢٠١٧ غير كل شيء .

في الساعة الخامسة والنصف مساء كنت في "المول" وتناولت دجاجتين ووقفت انتظر دوري لتوزينهما وتقطيعهما .. كان هناك في الملحمة ثلاثة عمال .. ولكن الغريب انهم كانوا جميعاً منكبين بشكل نشط على طلبية واحدة ويبدو انها وليمة كبيرة لاحد الزبائن وكانوا يحشون خروفاً بالثوم بعد ان احدثوا فيه عشرات الشقوق الصغيرة في مشهد لم اعتد رؤيته في ملاحم المولات .

مر وقت طويل نسبياً قرابة العشرين دقيقة وانا انتظر دون ان يتحرك واحد من الثلاثة لتلبية طلبي، خلال هذا الوقت تجمع بعدي من زبائن "الدجاج" ستة زبائن وبدأنا جميعاً نتململ، وبعد ان تعالت الاصوات احتجاجاً بدأ احد العمال باستقبال طلبيات "الدجاج" المتراكمة ولكنه عن قصد تجاهل من احتج عليهم وبدأ بغيره .. وهنا اعتذر الزبون المقدّم وقال: ارجو ان تحترموا الدور، هذا الزبون قبلي .

طبعاً جاء مندوب الادارة متأخراً بعد ان وصلت الاصوات المتعالية الى كل ارجاء السوق وبدأ بلوم الزبائن المحتجين على ارتفاع اصواتهم ولم يوجه اي لوم للعمال!!

وهنا اسمحوا لنا ان نتساءل:

- اين الادارة؟

- هل هكذا يعامل "المول" زبائنه؟

- ما هو سر انكباب العمال على طلبية واحدة والاهمال المتعمد لباقي الزبائن؟

- هل هو "البخشيش" الذي يتقاضاه العمال من بعض الزبائن عياناً امام الجميع وكأنه شرط للاهتمام بطلبيتك؟

- لماذا لا تفعل كاميرات المراقبة لمتابعة اداء الموظفين في الاقسام المختلفة؟

- هل "المولات" تقدم خدماتها في الاردن للأغنياء واصحاب الولائم الفاخرة وتهمل -عن قصد- متوسطي الدخل ومشتري "الدجاج" الرخيص؟

"مرفق صور تبين انشغال العمال الثلاثة بطلبية واحدة وتراكم باقي الزبائن على الدور"