عمون -يحذر الأطباء من ان التوقف عن اعطاء الدواء لمرض تليف النخاع العظمي او عدم الانتظام في تناوله خلال الفترة المحددة هو أكثر خطورة على حياة المريض من عدم اعطائه أصلا.
لا شك بأن وزارة الصحة توفر للمنتفعين والمشمولين بالتأمين الصحي من الموظفين والمتقاعدين التغطية اللازمة من علاج ومستشفيات وادوية وفحوص مخبرية إشعاعية.
إلا أن بطء الاجراءات الادارية تحول احيانا دون تقديم العلاج في الوقت المحدد من قبل الطبيب.
وتعد حالة اعطاء دواء لمرض تليف النخاع العظمي حالة خطرة يواجهها المريض واسم الدواء المستخدم في علاجه هو جاكافي 20 ملغم وثمنه مرتفع جدا و يزيد كثيرا عن قدرة المريض المالية ويستدعي استعماله الاستمرار في تناوله ضمن تعليمات الاطباء وعدم ايقافه نهائيا والا تعرضت حياة المريض للخطر وفي الوقت الذي لا تقصر فيه وزارة الصحة في صرف هذا الدواء للمريض المنتفع من التأمين الصحي سواء كان موظفا او متقاعدا الا ان عملية الحصول على الموافقة كل ثلاثة اشهر و التي يفترض ان تكون روتينية تحتاج احيانا الى اكثر من شهر او شهرين او ما يزيد عن ذلك نتيجة للإجراءات الطويلة التي تمر بها والتي تنتهي بعد عناء ومكابدة بموافقة وتوقيع معالي وزير الصحة.
نعلم ان علاج هذا المرض مرتفع الثمن ولكن ما ذنب المريض المنتفع من التأمين وهل هو الذي جلب المرض لنفسه وهل تتم المفاضلة في هذه الحالة بين حياة المريض وكلفة العلاج خاصة انه ليس بمقدور المنتفع شراء هذا الدواء من السوق لغلاء ثمنه بما يزيد كثيرا عن قدرته المالية وفي جميع الحالات فان للمريض المنتفع من التامين الصحي الحق بالحصول على العلاج عند حاجته وبناء على توصيات الاطباء وقبل ان يفوت الاوان.
نحن لا نشكو تقصيراً من وزارة الصحة بتقديم العلاج الا ان التقصير يتمثل في تقديمه متأخرا نظراً لطول الاجراءات وبطئها وأحيانا بقاء معاملة الموافقة لأيام طويلة على مكاتب المسؤولين لمجرد توقيعها قد يؤدي الى مضاعفات خطيرة يتعرض لها المريض دون مبرر اللهم الا إذا كان القصد هو التعجيل بإنهاء حياة هذا المريض ضغطا للنفقات.
نأمل ان تتم مراجعة هذه الحالات واختصار الاجراءات كي نحافظ على حياة المواطن عندما يكون بمقدورنا ذلك.
محمد بهجت منكو