الازمة السورية ودوامة الصراع
فارس الحباشنة
29-06-2017 04:28 PM
خبر اعلان نهاية داعش في الموصل ، وما يجري على الارض السورية من قضاء على اوكار داعش واماكن تجمعهم وتمركزهم ، يعني الكثير في قراءة تطورات و تحولات كبرى اصابت ازمات المنطقة .
ولربما أن السؤال بكل ضخامته يتعلق بعناصر داعش الذين جاؤوا الى العراق و سوريا و انتظار بلدان عديدة عربية لعودتهم الى اراضيها . وثمة معطيات غير واضخة لا تساعد بشكل موضوعي على تقدير المرحلة المقبلة ما عدا أن تفريخات داعش وما تفرع عنها من عناصر مقاتلة لن تهدأ و ترضى بالهزيمة بشكل أو اخر . فالعالم قد يكون مقبل على مرحلة انتقام واسعة من مجموعات تسمى في ادبيات التظيمات الاسلامية "الذئاب المنفردة " .
في سوريا ينحو الصراع الى مستويات جديدة ، سواء على صعيد التدخل الروسي وتبدل السياسة الامريكية
و الانجرار نحو الاصدام مع الجيش" السوري النظامي " وحلفائه في جنوب سوريا ، والتدخل المباشر لتركيا على الارض في الشمال السوري ، و ايران التي ظهرت لاول مرة بشكل مباشر يكشف عن وجودها العسكري الكثيف في سوريا .
حسم الجيش العراقي و الحشد الشعبي لحربه ضد داعش في الموصل و الحدود العراقية الشمالية و الغربية سمح لبناء اتاح لبناء منطقة نفوذ منظورة لتحالف يمتد على جانبي حدود العراق و سوريا و بموازة الحدود الاردنية الشمالية -الشرقية يتمركز بها قوات للجيش السوري و العراقي و الحشد الشعبي و حزب الله و مليشيات ايرانية .
الامريكان يبدو أنهم ماضون الى ما هو أبعد على الجبهة الجنوبية السورية ، وتحاول واشنطن إستعادة السيطرة بتوسيع نفوذها باقامة قواعد و كتائب عسكرية تعزز خطتها لاقامة منطقة عزل امنة
في الجنوب السوري ، وما يوازي ذلك تمكين امريكي للاكراد للسيطرة على مناطق في شمال و شرق سوريا .
الاصطدام الامريكي -الروسي مستبعد ، ولربما أن كل الطرفين يتجنبان خيار الاصطدام المباشر ، وأكثر ما يبرز رغم واقعة اسقاط الطائرة السورية و توجيه القوات الامريكية لضربات عكسرية ضد مواقع للجيش السوري لغة الحوار السياسي و مساعي الاتفاق و التفاهمات . وروسيا بكل المكاسب العسكرية الميدانية التي حققتها مع حلفائها في سوريا فانها تتعامل بحذر شديد مع واشنطن.
وسط هذه الاجواء المكبلة بالغموض و المفاجأت دخلت اسرائيل على خط الصراع بشكل يمكن وصفه بالمباشر ، ولاول مرة توجه ضربات عسكرية متتالية زمنيا لمواقع عكسرية تابعة للجيش السوري و حلفائه بالقرب من الجولان المحتل.
وهذا ما يعطي مؤشر أن اسرائيل تنذر كل من يقترب من حدودها بالنار ، و أن حجم السيطرة التي حققها الجيش السوري و حلفائه تبعث برسائل ازعاج غير مسبوقة لتل ابيب . بالطبع ثمة تنسيق امريكي -اسرائيلي لتغطية الحدود الجنوبية السورية ، و لابعاد الجيش السوري و حلفائه ، وهذا ما قد يوسع الحديث عن احتمال وقوع مواجهة على الارض ما بين الاطراف المتصارعة .
الدستور