قطاع الاتصالات والإعلام .. إلى أين؟
د. تيسير المشارقة
29-06-2017 02:09 AM
نحن بحاجة إلى دراسة واقع حال قطاع الاتصالات والمعلومات والإعلام في الأردن. وما أحوجنا إلى معرفة مخرجات التعليم لقطاع الاتصالات في الاردن ومدى مواءمتها (أي تلك المخرجات) لمتطلبات سوق العمل. كما أننا بحاجة لمعرفة التشريعات والقوانين الناظمة لعمل هذا القطاع. والأمر يتطلب دراسة موضوعية للنظام الاتصالي المعلوماتي الإعلامي في البلاد بكل مفرداته ومكوناته عبر التاريخ.
التعليم العالي في الأردن بحاجة إلى عملية ربط حقيقية ما بين النظرية والتطبيق في قطاع الاتصالات أو غيرها من الحقول العلمية والتقنية بشكل خاص. كما أن التطوّر الكبير والتقدّم في قطاع الاتصالات وتكنولوجياتها في البلاد، يدفع بعجلة التعليم العالي النظري في قطاع الاتصالات، و هذا التطوّر يراكم من الخبرة، والمهارات المتعددة، ومن جودة المناهج، وكذلك يزيد من الكفاءة لدى القائمين على العملية التعليمية.
إن بناء مجتمع المعلومات في الأردن، المجتمع الذي يستخدم بشكل خلّاق تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، لا يمكن أن يتحقق ذلك بفعالية (اي بناء مجتمع المعلومات) دون إنتاج واقعي وحقيقي لتقنيات وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات في الأردن.
البنية التحية للاتصالات والمعلومات في الأردن (قطاع صناعة تكنولوجيات الاتصال) هي التي تعزز من قوام البنية الفوقية الفكرية والذهنية ، أي عملية التعليم ومخرجات التعلّم في الجامعات والمعاهد المتعلقة بالاتصال والمعلومات وتكنولوجياتها.
بشكل عام، وحسب تقديراتنا الأولية، ان التعليم التقني وبخاصة في قطاع المعلومات والاتصالات في الأردن على مستوى عال من الدرجة والكفاءة والجودة. ولكن ينبغي أن يعكس ذلك نفسه على كفاءة الخريجين من الطلبة وفي القدرة على اختراق اسواق العمل في العالمين العربي والغربي.
وينبغي أيضاً أن نراعي القوانين والتشريعات المعمول بها والمتعلقة بتكنولوجيا الاتصال وقطاع الاتصال عموماً . فالخريج الذي ينبغي عليه التعامل مع الأجهزة (أجهزة الاتصالات) لا يستطيع إلا التعامل مع الأجهزة المستوردة من كل بقاع العالم دون معرفة مسبقة بها وحسب اشتراطات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وفي الغالب قانون الاتصالات لا يواكب التطورات التي تحصل على هذا الصعيد وكلما يتاح لنا تغيير القانون يكون قطاع الاتصالات قد تقدم عشرات الخطوات إلى الأمام.
مثال هام على إشكالية التعامل مع تقنيات الاتصال الحديثة في مجال المعلومات والإعلام. نذكر (شركة المدينة الإعلامية الأردنية الحرة) التي قامت على أنقاض (استوديوهات الأردن) التي اشتراها امبراطور الإعلام العربي الشيخ صالح كامل. فهذه الشركة المجاورة للتلفزيون الأردني تقدمت في شأن الاتصالات إرسالاً واستقبالاً وباتت توظف الديجيتال (الرقمي) و (الغيوم) في حفظ البيانات ؛ وظل التلفزيون الأردني الجار للمدينة الإعلامية يسير على منوال قديم في تقنياته (التماثلية) طوال عشرات السنوات من الجيرة، إلى أن جاء الإعلامي جورج حواتمة على رأس التلفزيون ليبدأ مسيرة التلفزيون الأردني الديجيتالية قبل أشهر قليلة من هذا العام 2017.
كما أن هيمنة السلطة السياسة والدولة على قطاع الاتصالات (التعليم والانتاج والاستيراد) وفي ذلك قيود قانونية كثيرة، لارتباط قطاع الاتصالات والمعلومات بالأمن. جعل من التعليم وقطاع الاتصالات يخضع لعمليات تقييدية ورقابية كثيرة.
كما أن لوجود العدو(إسرائيل) جاراً للأردن ، قد عقّد من عمليات التعامل مع هذا القطاع بالتحديد.