حكومتنا العجيبةنايف الليمون
28-06-2017 02:10 PM
حكومتنا عجيبة الى الحد الذي يحيرك في اختيار مواضع الدهشة والعجب لتتناوله وتستدل به على التوصيف والتشخيص بأن هذه الحكومة نادرة المبنى فارغة المعنى ما وجدت الا عاجزة وكلما حاولت ان تتجدد هرمت فوق هرم وترنحت فوق ثمالة وازدادت بعداً على بعد وحل اليقين مكان الشك في عدم قدرتها على السير خطوة واحدة الى الامام. حكومتنا عجيبة ، ليس لان رئيسها لم يستطع ان يقنع الأردنيين انه من طراز رؤساء الحكومات حضورا ومنطقا ومعرفةً وتفاعلا مع المجتمع وقضاياه وشؤونه وتفاصيل حياته رغم حديثه عن السردين والبولوبيف المعروفة لدينا بالبلابيف فحسب ، ولا لكون رئيسها بدأ مهزوزا منذ اول يوم تربع فيه على كرسيه في الدوار الرابع وكان مشدوها مرتبكا لا يبدو عليه انه يعرف برنامجه في اليوم التالي وانه بحاجة دائمة الى من يؤشر له على الطريق لعجزه عن الاستدلال عليها ولم يسبق لجلالة الملك ان وجه حكومة كما وجه هذه الحكومة بما اذهب ماء وجهها ان كان فيه ماء أصلا ، ولا لكون ذاكرة الرئيس تشبه الى حد كبير ذاكرة الأسماك القصيرة فتذكر عند تشكيله الحكومة آخر من جالسهم ورافقهم وسامرهم في العقبة والقاهرة مع تطعيمة من أصدقاء عمان الذين يلتقيهم نهاية الأسبوع وتشكل فريق وزاريٌّ غير متجانس في العمل لان عمل الحكومة وتكامله يختلف عن الزفّة والفاردة ولمة أصدقاء الرئيس ، وليس لان الرئيس والذي تم تدويره في كل المواقع الرسمية ليشتد عوده ويصقل على عين الوطن ويحكم كلماته ويحذق مهاراته لأنه ومنذ ولد في بيت رئاسة فإن امالا معقودة عليه في ان يتبوأ مقعده في قيادة سفينة الحكومة الا انه خذلنا عند حدود الرابع من حزيران وخذلنا قبلها وبعدها وأصبحت المحطات كلها للخذلان والحرج وحتى المقابلة التلفزيونية المعدة الأسئلة والأجوبة فقد غاب فيها الرئيس ولم يحضر سوى خاتمه الذهبي، وليس فقط لان تشكيلة الحكومة كانت غريبة مريبة حيث تشكلت بثلاث نواب للرئيس وجميعهم لا ينوبون ولا هم منه مقربون ولا اليه محببون وسمعت من احدهم يوما وهو على رأس عمله انهم ليس لهم من الامر شيء وان للرئيس أحباء في الحكومة أرقامهم متأخرة ولكن حظوظهم متقدمة ، فكان ان اطاح الرئيس بالثلاثة ورابعهم وخامسهم وأكثر بضربات قاضية ولكنها تفتقر الى أية فنية ، وأصبحت الحكومة بعد ثلاث نواب لرئيسها بالكاد يستطيعوا ان يتبعوا خلفه على حجم ما يلقي اليهم من مهام ومسؤوليات بلا نائب للرئيس مسمى ، وليس ايضا لان هذه الحكومة في تشكيلتها كان لبعض الوزارات والشؤون وزيران وأكثر واختلط علينا الحابل بالنابل وتشابه علينا الوزراء ولم يتبين لنا لون بعضهم ودخل بعض الوزراء وخرجوا ولم نعرفهم ولم نرهم ولم نعرف مهامهم التي أوكلت اليهم وأقسموا على ان يؤدوها بأمانة ويقوموا بها خير قيام ، وليس لان هذه الحكومة ورئيسها جعلت من مهامها فش غل الأولاد المتنافسين على كعكتنا فأبعدت وقربت وفكرت وقدرت ولم تعبأ لمشاعرنا او عتبنا او غضبنا ثم تعاملت بعبثية في تقسيم الوظائف والمواقع والمكاسب لفئة من المحاسيب والربائب بطريقة استفزازية واستعلائية مقيتة ، وليس لان الفريق الوزاري العتيد من فئة تمتاز بقدرتها على تحمل الرئيس ذي الاعصاب الفلتانة والذي يضطر للنيل من الوزراء المحترمين بالعبارات النابية والتي تذكرهم بدراستهم في الابتدائية وتسلط المعلمين آنذاك الا ان المعلمين كانوا حقيقة معلمين ، وليس لان هذه الحكومة ورئيسها ممن يغفلوا عن الدستور والشبهات الدستورية ويمارسوا العمل متحللين من مرجعيات كانت واجبة الرعاية في إدارة شؤون الحكومة والدولة وشهدنا حالة نادرة من تكليف وزير بحقيبة وزارية وموقع مدير عام في آن واحد. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة