منذ ظهور داعش، وأنا مثلي مثلكم جميعا، أفكر في أمرها.
كنت قد افترضت أكثر من فرضية لكنني ترددت في نشر أي منها لعدم قناعتي التامة بواحدة منها.
لكن واحدة من هذه الفرضيات التي كنت قد فكرت بها مليا، اقتنعت بها أكثر من غيرها، لكن قناعتي بها ليست تامة، وهي تنص على أن داعش صناعة روسية.
فداعش تقاتل ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي يقاتل الجيش العربي السوري. وداعش تقاتل جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تقاتل الجيش العربي السوري.
وداعش لم تقاتل قوات المالكي، إنما ما حدث هو: سلم تسلم. وأوامر التسليم تلقاها الجيش العراقي في الموصل من قبل المالكي. والمالكي كان حليف سوريا الأسد. وقد اعترف أحد قادة الهندسة العسكرية في العراق ممن فروا من الموصل بأن الموصل سلمت تسليما لداعش.
وقد سيطرت داعش على الموصل تحديدا لأنها ستكون عمقها الاستراتيجي بالنسبة لتركيا، والسعودية، ومن ثم قطر. والدول الثلاثة هذه أعداء سوريا الأسد علنا.
وداعش لم تتجاوز بغداد جنوبا، لأن هدفها لم يكن بغداد وجنوبها، إنما هدفها كان تركيا والسعودية وقطر، وربما يذكركم المستقبل بكلامي.
فأحد قادة داعش كان قد وجه رسالة إلى جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم حذره فيها من المضي قدما بتنظيم كاس العالم 2022 في قطر، لأنها ستكون في ذلك الحين إمارة إسلامية تابعة لدولة الخلافة الإسلامية التي أعلنت من الموصل.
كل ذلك موجود في الشبكة العنكبوتية فما عليك عزيزي القارئ إلا البحث والتمحيص.
والآن، لماذا روسيا التي صنعت داعش؟!
روسيا تريد للغرب أن يكتوي بالنار التي اكتوت بها في حرب الشيشان. كيف ذلك؟
تعمل الاستخبارات الروسية جاهدة على تجنيد اي شرق أوسطي متواجد في أي دولة من دول الغرب في صفوف داعش، فيتدرب ويمارس مهنته الجديدة عمليا في أي قطعة أرض تسيطر عليها داعش، وبعد اكتمال تدريبه وتحضيره من كافة الجوانب، يتم إعادته إلى بلده، حيث تتشكل الخلايا النائمة هناك في كل بلد غربي حتى يعلن "الخليفة "ساعة الصفر، لهذا قال في أولى خطاباته: "سنصل إلى حدود روما".
أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة تحديدا بدأوا يلحظون تزايد أعداد المقاتلين في داعش ممن يحملون جنسية كل من هذه الدول. وقبل فترة أمسكوا بامرأة في الولايات المتحدة بتهمة تمويل داعش!
روسيا تريد توجيه الضربة القاضية للغرب بدون إطلاق رصاصة واحدة كما فعل الغرب بإمبراطورتيها السوفييتية عام 1989 عندما وجهوا الضربة القاضية لما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي دون إطلاق رصاصة واحدة.
تهجير المسيحيين في الموصل هي حركة شطرنجية بارعة أعتقد أنكم عرفتم الآن الهدف منها بحكم فرضيتي هذه.
"داعش: صنع في روسيا" مجرد فرضية، أهي صحيحة أم لا؟ لا أعرف، الجواب عند المستقبل.