واخيرا نطق الحذاء بما عجزت عنه السنة الاحرار. واختزل اعمق المشاعر والاحاسيس التي تعتري جوفنا المهترىء امام هذا التغول الرهيب للاستكبار والاستعباد والاذلال .
نعم هكذا وبوجه كل هذا الصمت ، حينما تعحز باقي الحواس عن الكلام ، نعم اقول باقي الحواس ، تتكلم النعال ، لان النعال اصبحت اقدر من حواسنا على استشعار الخزي والعار ، واقدر من حواسنا على النطق بما يجول في خواطرنا ، حيث الحواس تبلدت وما عادت تستشعر حجم المهانة التي تعتري وجداننا وكياننا .
هكذا مثلما ارادها بوش ، ديمقراطية يتغنى بها بين من يحبوه ومن يحابوه من اوباش العربان والغربان ، ديمقراطية بطعم النعال والاحذية المهترئة فلتهنأ يابوش بطعم الديمقراطية في بلادنا الحرة .
ولتتجرع المهانة تلو المهانة حتى اخر يوم في عمرك المديد ..... الذي استغرقته دمارا وخرابا في ديار الشعوب المقهورة والمغلوبة على امرها .
ليس غريبا ان تتكلم النعال وتقول ما يجول في خواطرنا ، لان بعض الافعال بما تحمل من ابعاد ، وتختزل من معان هي اقوى بكثير من الكلام والبواح الذي يتخاجل العربان المندحرون امام سطوة الباطل ورعونة التغول من التعبير عنه او اجتراحه امام طغاة العصر المرتهن وفجار الزمن المنكوب .
لقد اختزل الحذاء جل المشاعر والاحاسيس التي تعتمل في بواقي وجدان الشرفاء في كل العالم ، وقذف بها مرة واحدة في وجه الظلم والاستبداد والخراب ، ولقنه درسا عميقا سيتردد صداه طويلا حتى يصل كل طغاة الظلم والاستبداد .
انها اللغة التي لا تماثلها لغة ، والمنطق الذي لا يوازيه منطق ، يتغلب على الخوف المزروع في حواشينا ، ويقلب الموازين لصالح ردة الفعل المخنوقة في جوفنا المرتعب .
انها الصرخة التي لا توازيها الا صرخات الثكالى ، والايتام ، والمنكسرين اما جبروت القوة التي لاتقهر، والانهزام الذي لا يغتفر .
ليس غريبا ماحدث ، فقد تراكمت في بواقينا العميقة، وجوفنا المسحوق كل تداعيات الظلم والاستبداد واعترتها صنوف الانسلاخ الممجوج عن جلدتنا والانجرار االمسلوب لجلادينا دون ان تاخذنا بانفسنا رأفة الانكسار ، وهول السؤال الذي ستقذفه الايام في وجه اجيالنا القادمة .
نعم لقد كان اختزالا لكل مافينا من الم وقهر وغضب وانكسار ..........
سلمت ايها البطل ، وسلمت نعلا قد نطقت بما عجز عنه العرب .