هذه القصة حدثت فعلاً،وليست من قصص ألف ليلة وليلة..وعليه فإن الفطين من اتعظ بغيره لا بنفسه ، وما نحن في الصحافة والإعلام الا وسطاء خير ان شاء الله ،نقصد إلى التنبيه ،وتدارك الأخطاء قبل وقوعها ،من باب: «أحبّ لأخيك ما تحب لنفسك» والله من وراء القصد..
القصة تتلخص بما نشرته الصحف الخليجية ولاقى الخبر أعلى قراءات وذلك للاهتمام الشديد بتفاصيل الحادث..مفاد الخبر أن سيدة كويتية اتصلت الأسبوع الماضي بأحد المطاعم هناك لتطلب وجبة سحور متمنية أن تصلها الوجبة في الوقت المناسب لتتمكنّ من تناوله ومن ثم عقد النية على صيام غد من شهر رمضان الفضيل، فما كان من مسؤول الطلبات الا أن طلب رقم الهاتف المعتمد ليستطيع تمريره لموظف التوصيل الذي سيقوم بالبحث عن عنوان المكان في «الجي بي اس» من خلال الرقم.. الزوجة ومن باب الاحتياط أعطته رقم زوجها الطيب الحنون، الموظف – الله لا يوفقه–وأثناء تسجيل الطلبية كان يحاول أن يدقق معها العنوان..انتم في حي كذا شارع كذا..بناية كذا..للوهلة الأولى السيدة تفاجأت فالعنوان يختلف تماماً عن مكان سكناها..لكن بحسّها الأنثوي العظيم مشت معه وبدأت تكتب وتسجل ما كان يتلوه عليها الشاب النبيه الدقيق في عمله..حول العنوان المختلف..وما أن أغلقت السماعة حتى شغّلت سيّارتها وذهبت إلى العنوان الذي أرشدها إليه مشكوراً موظف المطعم «تن..تن..ضربت جرس الشقة» وإذا بسيدة عربية رشيقة القوام تفتح الباب..عفواً بيت فلان الفلاني ؟ نعم..!..موجود..إيه نعم موجود...إنتِي مين؟؟ أنا زوجته؟؟ وإنتِي؟..أنا كمان زوجته...وهنا تعطّلت لغة الكلام وبدأت النجوم والشرار يتطاير من موقع معركة ذات السحور والضرب وشدّ الشعر المتبادل..حيث دخل «الإمساك» و»الإمساك» على أشدّه هذه تمسك بشعر هذه وهذه تمسك بشعر هذه..إلى أن بان الخيط الأبيض من الأسود من دشداشة الزوج المشترك الذي انتهى به سحوره في قسم الشرطة ليحل الخلاف مرحلياً..وتبدأ مرحلة المباحثات والتفاوض والوسطاء الخارجيين..
العبرة المستفادة من القصة..عزيزي الرجل..إذا كان لديك مهمات غير رسمية أو فروع أخرى ننصحك عدم تشغيل «الجي بي اس» لسلامتك وسلامة من حولك..كما ننصحك استخدام نوكيا «3310» أثناء الجولات المكوكية لأسباب أمنية..والا أنت ومشاريعك الخيرية كلها ستكون في «وضعية الطيران»!
الرأي