قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
المهندس مصطفى الواكد
21-12-2008 10:49 PM
ذكرني برنامج يوم جديد باستضافته معالي وزير البيئة قبل حوالي الشهر وحديثه عن مكافحة ذباب الأغوار بمقال قرأته قبل عدة سنوات في صحيفة الرأي بقلم معالي الدكتور زيد حمزة وزير الصحة الأسبق قال فيه أنه كان عضوا في اللجنة الحكومية التي شكلت قبل عشرين سنة من تاريخ مقالته لوضع الحلول المناسبة للتخلص من مشكلة الذباب في منطقة الأغوار مما يعنى أن عمر قضيتنا مع الذباب يزيد كثيرا عن عمر وزارة البيئة وأن خطط وبرامج المكافحة بدأت قبل أن يحمل أول وزير للبيئة حقيبة مدرسته الإبتدائية تذكرت أيضا الفزعة التي نودي بها قبل عدة سنوات لمكافحة الذباب في ذات المنطقة ولبت ندائها عدة جهات حكومية منها وزارة المياه والري ووزارة الزراعة والإدارات المحلية يوم تقرر عقد المؤتمر الاقتصادي العالمي في البحر الميت للمرة الأولى
قبل عدة أيام وبالتحديد يوم الخميس 18/9/2008 جاء في مقدمة خبر للرأي بتوقيع فهد العلوان ( بدأ الذباب المنزلي الإنتشار في مناطق الأغوار عموما وذلك مع بداية الموسم الزراعي حيث يستخدم المزارعون السماد البلدي غير المخمر في الزراعة والذي يساهم الى حد كبير في انتشار الذباب والبعوض والحشرات الضارة ) ثم يستطرد العلوان قائلا بأن المواطنين في الأغوار أبدوا إستياؤهم من الانتشار الكثيف للذباب في هذه الأثناء مع ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة مما يؤثر على سلامتهم وصحتهم مؤكدين أن السبب الرئيس في تكاثر الذباب وانتشاره هو السماد البلدي غير المعالج وقد أيدهم في ذلك كل المختصين الذين قابلهم السيد العلوان وعلى رأسهم المهندسة الزراعية مديرة زراعة وادي الأردن .
إذا كان الجميع يعرف سبب المشكلة فلماذا الإصرار على قطع أعناق الذباب بحملات الرش المتكررة بدلا من قطع أرزاقها بعدم استخدام السماد العضوي غير المخمر الذي يشكل البيئة المناسبة لها ولبيوضها ؟ علما بأن هنالك مصنعا في ديرعلا ينتج ما يزيد عن ستمائة طن شهريا من السماد المعالج الذي يحافظ على البيئة ويعطي إنتاجا زراعيا غزيرا بشهادة المختصين .
أظن أن ما يسببه الذباب من أذى للمواطن والبيئة وما أنفق من ملايين الدنانير في تمويل حملات الرش ولجانها دون جدوى ناهيك عن تكاليف إنشاء مصنع معالجة السماد يستحق قرارا سهلا يضع الأمور في نصابها فالمدة التي قضيناها في دراسة مكافحة الذباب تكفي لصناعة قنبلة ذرية قادرة على حرق الأخضر واليابس .
mustafawaked@hotmail.com