التعديل الوزاري وحده لا يقدم و لا يؤخر
عدنان الروسان
21-06-2017 03:56 AM
التعديل لا يعدل الأمور ، و التغيير لا يغيرها ما دامت السياسات التي تدار بها الملفات الهامة ، السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية تخضع لنفس المقاييس و المفاهيم السائدة منذ عقود ولا تخضع للمراجعة ، و ما دام الرئيس لا يملك الكاريزما و الهيبة اللازمتين لإدارة أمور الحكم ، فالحكم الرشيد يحتاج إلى أعمدة و موازين للنهوض بالوطن إلى مقامات أعلى و فضاءات أوسع ، و الرئيس يحتاج إلى منظر أو منظرين قادرين على صناعة قرارات و وضعها أما الرئيس ، و هو يختار من بينها ما يشاء و يضعه قيد التفعيل ، و لا يمكن للحكومة الرشيدة أن تكون إدارتها للأوضاع كلها بناء على ما يستجد يوما بيوم من متغيرات في الساحتين الداخلية و الإقليمية .
لسنا من ممن يحبون النقد لأجل النقد ، و لا من الذين يتمسحون بالشعارات المقولبة ، " الأمن و الأمان " و " هاظا الوطن وطن " و يعيشون على وقع الموسيقى و المارشات الصاخبة و برامج التواصل الاجتماعي على الراديو التي يريد كل أركانها توصيل رسائل تزلف أو رياء أو نفاق فهذا النمط من الأداء لا يبني أوطانا و لا يرتقي بالمجتمعات ، حتى يكون الوطن وطننا يجب أن نكون مواطنين عميقي الانتماء بالفعل و السر لا بالتغريدات و الرسائل النصية ، و حتى يكون الوطن وطننا نحتاج إلى تواصل أعمق بين الحكومة و الناس ، و نحتاج إلى حضور أقوى للرئيس فأحيانا أشعر أن لا رئيس وزراء لدينا ، مع كل التقدير و الاحترام لشخص الرئيس و منصبه .
الأردن يحتاج إلى كتاب و مفكرين و منظرين لا يسترزقون من وراء كتاباتهم و تفكيرهم و تنظيرهم ، بل يقومون بذلك لأنهم يريدون للوطن أن يبقى و للنظام أن يشتد عوده و للحكومة أن تخرج من شرنقة " رئاسة البلدية " إلى رئاسة الحكومة و الناظر إلى الأداء السياسية و الفكري و أداء القطاع الحكومي الذي من المفترض أن يكون مسئولا عن تشجيع الاستثمار يجد قحطا أمامه و يجد قوما بورا ، و لا نكاد نلمس أي تقدم يذكر و ربما لولا جهود الملك في هذا المضمار لأعلنت الدولة إفلاسها منذ دهر و نيف .
نحن في وضع لا نحسد عليه و الحكومة و لرئيس و الناس تعلم ذلك لحسن الحظ ، و حالة الإنكار لا تفيد ، و علينا أن نتحرك فورا لتغيير ما هو قائم خاصة في الملف الاقتصادي و ما يتبعه من ضرورات تحتاج إلى إصلاح أو تغيير ، نحتاج إلى أن تقوم الحكومة ببذل مزيد من الجهد ليس لإدارة ما هو قائم و إبقائه على حاله بل بوضع استراتيجيات جديدة و سريعة للتغيير حتى نرى نتائج سريعة يلمسها المواطن و تشيع أجواء من الأمل في نفوس الناس الذين وصل بهم اليأس حدودا جعلت من حالات الانتحار التي كانت نادرة جدا ظاهرة تحتاج إلى قراءة و فهم و معالجة.
الحلول كثيرة و ممكنة ، و عزوف الحكومة عن إيجاد السبل للحوار و البحث و التغيير الجاد في هياكل القطاع العام أو بعضها و في الرؤية الجادة إلى توفير الأدوات التي تقود إلى منافذ استثمارية جديدة و إبداعية يجعل الحليم منا حيرانا ، فمهمة الحكومات أن تبدع في إيجاد الحلول و أن تبحث في كل مكان عن نظريات و حلول جديدة للوصول إلى منصات تمكنها من رؤية جديدة للمشهد العام الداخلي و الخارجي ، كما أننا لا ينقصنا الناس الذين يقدرون على المساعدة في هذا الشأن و ما على الرئيس إلا أن يجد من وقته ما يكفي لبناء استراتيجية قصيرة المدى تعطي ثمارا طيبة عاجلة.
نعلم أن كثيرا مما نكتب ويكتب آخرون لا يجد أولو الشأن وقتا لقراءته أو تدبره ولكن واجبنا يحتم علينا أن ننبه وأن نشير إلى ما نظن أنه الصواب وأما ماذا يفعل أصحاب الشأن فذلك ليس من شأننا لأننا لا نقدر على تغييره.