عمون - لقمان إسكندر - "لم يدعنا أحد". النواب حائرون، متوجسون، لِمَ لَمْ يدعهم أحد على مائدة الافطار؟
في الحقيقة (الأحد) هنا القصر. وفي الخلفية مشهد سياسي محلي ساكن، وسط إقليم ملتهب، وفوضى سورية صامتْ سبع سنوات، وأفطرت في رمضان على قطر، وتلك قصة أخرى.
هل يخشى النواب أن يقال لهم: "زهقنا"، تلك التي ألقاها الملك على طاولة الحكومة والحاضرين من ممثلي قطاعات استثمارية، في لقاء قريب.
مصادر نيابية عدنا إليها، كانت متوجسة، وهي تبحث عن ركن يطمئنها أن سنواتها الاربع بخير.
ومصادر نيابية أخرى تقول: "ليست سابقة". وما يدعوها للاطمئنان أن القصر لم يدع أيضا قطاعات أخرى من الناس. فهل عليها أن تطمئن لذلك؟ ربما، وربما عليها أن تخشى أكثر من ذلك.
في موائد رمضان الملكية، لم يحضر الا الفاعلون. الفاعلون فقط، وهم على مرمى حجر من فوضى الشام، يحرسوننا، بحدقة العين. والحدقة لا تجامل.
يقول أطباء العيون إن الحدقة تتسع في الظلام، فكيف إذا كان في حدود من خلفها العدو، وتضيق أمام سطوع الضوء.
ربما كانت لحدقة العبدلي شأن أخرى، تضيق في الظلام، وتتسع أمام الضوء. وللضوء في العبدلي شؤون.
لِمَ لَمْ يدع النواب على مائدة الافطار؟ على عكس التوقعات كان الأداء متواضعا لمجلس نواب جاء بعد انتخابات احتفالية، شارك فيها الخصم والصديق، ونعتها كثيرون بما يُريح.
عليك ان تقف حتى أراك. وفي المشهد مجلس يسعى ليمدّ جسده حتى ينقطع نفسه، وحتى يرفع له أصابع أقدامه العشرة، ثم لا يُرى. فما الجدوى إذن.
ربما، شغل القوم أنفسهم، بما لا يُجدي، وكأنهم كانوا يعدّون الحصى، ثم طبخوه، والناس جوعى وينتظرون، فلا هؤلاء أكلوا، ولا أولئك صنعوا في عبدلهم ما يشبع.
هل اقتربت الساعة؟ كأنها. لولا أن ساعة الصفر لم تحن بعد. تلك أدهى وأمرّ.