العملية الإرهابية على مسجد
اللواء المتقاعد مروان العمد
20-06-2017 07:11 PM
منذ ساعات الفجر الاولى ليوم أمس وانا اتابع على شاشات التلفزة العملية الإرهابية التي جرت على مسلمين يتناولون السحور او هم في طريقهم لأداء صلاة الفجر في ذلك المسجد الذي يقع في شمالي لندن وامام دار الرعاية الإسلامية. تلك العملية الإجرامية التي تمت في محاكاة للعمليات الإجرامية والتخريبية والتي جرت في أكثر من مدينة اوروبية ونسبت الى تنظيم الدولة الإسلامية / داعش .
هذا وكنت دائما وفي كل الحوارات التي تجري سواء بطريقة رسمية او غير رسمية اقول ان الارهاب لادين ولا قومية له .
بل على العكس فقد عرف الغرب الارهاب قبل ان نعرفه ونعاني من ويلاته ويمارسه بعضنا . فقد كانت هناك منظمة بادر ماينهوف الألمانية (الجيش الاحمر الالماني). والجيش الاحمر الياباني والألوية الحمرا الإيطالية والجيش الجمهوري الأيرلندي في بريطانيا ومنظمه الباسك الإسبانية. ناهيك عن التنظيمات الإرهابية الصهيونية مثل شتيرن والهاجانا والارغون والبالماخ
ثم جاءت مرحلة التنظيمات الفدائية في نهايات عقد الستينات وبداية عقد السبعينيات من القرن الماضي ومما لا شك فيه ان بعض هذه التنظيمات قد ارتكبت اعمالاً تصنف بأنها ارهابية مثل خطف الطائرات وتدميرها بالرغم من تبرير هذه العمليات بأنها للرد على ارهاب العدو الصهيوني. ولكن يبقى الارهاب هو ارهاب بغض النظر عن اسبابه إذا كان الضحايا ممن لا علاقة لهم بالإرهاب ومسبباته.
ثم جاء التدخل الامريكي في افغانستان وعملها على محاربته من خلال صنع وتمويل تنظيمات سميت بالمجاهدين وكان الارهاب هو احد اسلحتها في محاربة السوفيات وحتى ابناء جلدتهم المتعاونين مع السوفيات . ومن هناك ظهر تنظيم القاعدة كأول تنظيم ارهابي عالمي يرفع شعار الاسلام. وكان هذا التنظيم وزعيمه بن لادن مدعوماً من امريكا لأن الأولوية لديها كان هزيمة القوات السوفياتية.
وبعد انهيار وانسحاب السوفيات من افغانستان وبعد اقتتال المجاهدين بين بعضهم البعض وبعد ان انهار حكم طالبان وبعد ان تفرق اعضاء تنظيم القاعدة في كل مكان تفجرت العقلية الغربية على استخدام فلول القاعدة ليمارسوا ارهابهم في كل مكان في العالم وهم يحملون شعارات الاسلام ويرتدون الثوب والدشداشة والعمامة الإسلامية وجعلوا الارهاب يرتدي زياً إسلاميا ويحمل الجنسية الإسلامية . وذلك ضمن مخطط غربي صهيوني للإساءة للإسلام. ولكن لنعترف اننا كمسلمين كنا نساعد على انتشار هذه التهمه عن الاسلام عندما نبدي فرحتنا وشماتتنا بضحايا العمليات الإرهابية التي تقع في الدول الغربية. وعندما أصبحنا نطالب الغرب الكافر ان يكون أكثر اسلاماً منا نحن المسلمين. ونثور على اي اساءة تصدر من أحدهم بحق ديننا او نبينا متناسين ما ورد في ديننا الحنيف وما ورد في سوره النساء إيه ١٣٩ صفحه ١٠٠ وسوره الانعام آية ٦٧ صفحه ١٣٥. ونتغاضى عمن يقول او يفعل ذلك منا وبين ظهرانينا وعلى ابواب جوامعنا.
ثم كان ظهور تنظيم داعش والذي نعرف كيف ظهر ومن يقف وراءه ليقتل ويقطع اعناق المسلمين باسم الاسلام ويبث افلام الفيديو الخاصة بذلك ومن ضمنها عمليات قطع اعناق رعايا غربيين وأجانب.
وكل ذلك تم استغلاله من قبل اليمين المتطرف الغربي الصهيوني احسن استغلال لخلق الاسلاموفوبيا لدى شعوب الدول الغربية والتي كانت الى وقت قريب المكان الآمن للمسلمين اللذين هربوا بإسلامهم من دول الاسلام الى دول الكفر والالحاد . فوجدوا بها الامن والامان. والذي كان مستقراً لمن دفعتهم البطالة والفقر للهروب من بلادهم اليه فوجدوا المأوى والعمل. وقد تحولت هذه الاسلاموفوبيا الى ارهاب مضاد يمارس على المسلمين في الدول الغربية. وهو وان كان لا يزال حالات فردية ومتفرقة ولكن اذا استمر الامر على هذا المنوال فسوف يصبح ارهاباً منظماً ضد الاسلام والمسلمين .
اننا اذ نستنكر العمليات الإرهابية تحت مظلة الاسلاموفوبيا فيجب علينا ان نستنكر اولاً العمليات الإرهابية التي ترتكب بالغرب تحت اسم الاسلام وان ندينها لا ان نظهر رضانا عنها بل في بعض الحيان سعادتنا بوقوعها .
ولقد سبقت العملية الإرهابية هذه عده عمليات دهس وصدم واطلاق نيران وطعن بالسكاكين في عدة مدن أوروبية وكان يقوم بهذه العمليات من يفترض انهم مسلمون وكانت داعش تعلن مسؤوليتها عنها مما من شأنه ان يزيد من حالات الاسلاموفبيه التخريبية بحق المسلمين . ومثلما نقول ان علينا ان ندين العمليات التخريبية في دول الغرب التي تقام باسم الاسلام فأنه يجب على الغرب ان يدين الجرائم العنصرية والدينية التي تمارس على المسلمين في بلادهم ، وان تلاحق الجناة وتوقع عليهم العقوبات القصوى وان لا تحول الامر الى ان الجناة يعانون من امراض نفسيه وعقليه لتجنبهم العقاب كما حصل في الكثير من الحالات .
قبل جريمة المسجد التي ارتُكبت بحق المسلمين بأيام كان زملاء لهم يحولون دون وقوع كارثه اكبر من التي حصلت عند احتراق البرج السكني في لندن حيث انهم واثناء ذهابهم لأداء طلاه الفجر شاهدوا بداية الحريق وكان لهم دور في انقاذ حياه الكثير من الاشخاص الامر الذي اشاد به مواطنين بريطانيين ومسؤولين حكوميين .
وفي حادثه المسجد امسك المصلون بالإرهابي الذي قام بعمليه الدهس وقاموا بتسليمه للشرطة في حين يلاحظ ان جميع العمليات الإرهابية التي يرتكبها اشخاص باسم الاسلام تنتهي بمقتل المهاجمين .
لقد كانت التصريحات الرسمية البريطانية اثر عملية المسجد باعتبار انها عملية ارهابية وانها ستتصدى للعمليات المعاكسة المنبعثة من الاسلاموفوبيا وللإرهاب مهما كان مصدره والقائمون عليه كما قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مشجعة ولكن يبقى ان نرى هذه التصريحات على ارض الواقع ومدى تطبيقها .