في الجامعةِ الأُردنيّةِ: رَبِحَ الجميع ولم يخسرْ أحد
د. عبد الناصر هياجنة
21-12-2008 03:20 AM
هكذا وبلا ترددٍ يُذكر يُمكن تلخيصُ نتائج انتخاباتِ "إتحاد طلبة الجامعة الأردنية"، فهي وقبلَ كلِ شيءٍ وضعت حداً للحريّةِ "الناقصة" و"نصف الشرعيّة"التي ألقت بظلالها على المشهد العام للجامعة، وهي جاءت متناغمةً مع التوجهِ العام في الأردن وعلى أعلى مستويات المسؤوليةِ فيه، بإفساح المجال أمامَ الشبابِ للمساهمة في صناعة حاضر ومستقبل الوطن ، فهم ورثةُ الإنجاز وورثةُ التحديات وفرسانُ التغيير. وهم الأملُ وفيهم الرجاء لتغيير الحال بوعيهم وتنمية قدارتهم على العطاء بعد التسلّح بالعلم والمعرفة والرؤية والإيمان بشرعيّة الأوطان تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً ورسالة.
نجحت إدارةُ الجامعةُ في منحِ طلبتها الثقة، وراهنت على وعيهم وما تزال، وأعطت لهم ميداناً يمارسون فيه ذواتهم وقناعتهم، وقد نجحوا في امتحان الثقة الأول، وكسِبت الجامعةُ رهانها على وعي أبنائها وقدرتهم على صناعةِ الحدثِ والتفاعل الإيجابي مع الرؤية والتطلعات، وبقي عليهم ان يُكملوا النجاحَ بأن يمارسوا سلوكاً ضرورياً يتمثلُ في إحترام خياراتهم وتقبّلِ الفوز والخسارة والإرتقاء بالتنظيم والشعارات والتفاعل الإيجابي مع القضايا التي تهم جامعتهم ووطنهم وأن يساهموا فعلاً وسلوكاً في تحسين البيئة الجامعية من خلال نبذهم للعنف والإنتماءات غير البناءة بتوحيد انتمائهم للأردنِ.. الأرض والإنسان والرسالةْ، كما أن عليهم تقويمَ كل المظاهر والتوجهات الخاطئة، وعكس صورةٍ مشرّفةٍ عن بيئتهم الجامعيّة وما فيها من رقيٍّ ونشاطٍ وفكرٍ وثقافةٍ تسمو بالإنسان وُتعلي من شأن الحياة.
لطبلة الجامعة ان يحتفلوا ولهم ان يفرحوا فكلهم نجحوا ولم يخسرْ منهم أحد، وعليهم ان يُحسنوا لأنفسهم وأهليهم ووطنهم برعاية الإنجاز والمداراة عليه من كلِ ما من شأنه أن يُعكّر صفوه، وعليهم أن يلتفتوا بجدٍ وعزمٍ لعلمهم ومستقبلهم حتى يكتمل النجاحُ ويرتقي أصحابُه. وألا ينسوا أن حرم الجامعة هو وطنُ صغير داخل حدود الوطن الكبير، وهو مكان علمٍ وثقافةٍ وفكرٍ مُحرّمٌ على غير اهل العلم وطالبيه، وأن في الجامعةِ سنواتٌ هي الأهمُ في عُمرِ الإنسان، وأن ضياعها خسارةٌ قد لا يُمكن تعويضها أبداً.
نجاحُ الأردنية هو نجاحٌ للأردن، وتقدّمها تقدّمٌ له، وهي مع شقيقاتها - باقي الجامعات الأردنية الرسميّة والأهليّة- قلبهُ النابضُ وفِكرهُ الراشدُ وحاضرهُ الواعدُ ومستقبلهُ الأكيد. وعلى الأردنيّة يكونُ رِهانُ الأردنِ على قدرة أبنائه وعزيمتهم، وعليها وعليهم تنعقد آمالُ الأردن في مستقبلٍ أكثر إشراقاً وسنابلْ.