العروض التجارية باتت نوع من أنواع الإدمان لدى الأردنيين، لدرجة أنه لم يعد ينتهي العرض الأول حتى يداهمنا بلا مقدمات وبلا مناسبة عرض جديد، والمشكلة أن كل عرض أقوى من سابقه.
العرض الأخير عبارة عن عرض لإطارات السيارات، وهو حصري للأردنيين يتضمن تبديل ثلاث إطارات للحصول على الرابع مجاناً، وطبعاً وبلا تردد قررت الاستفادة من هذه الفرصة، كون العرض هذه المرة ذو قيمة نوعية.
حين وصولي لمحل بيع الإطارات تفاجأت بطابور طويل رغم أني أتيت بمجرد رؤيتي للإعلان، المهم أن الطابور طويل والملل باد على وجه المنتظرين، وكالعادة لا بد من كسر الجمود والملل بالأحاديث الجانبية حتى يصل الدور، سألت الشخص الذي يقف أمامي لماذا تريد أن تبدل إطارات سياراتك؟
قال: لأستفيد من العرض وأخذ رابع مجاناً.
ولكن هل إطارات سيارتك بحاجة لتغيير؟
قال: مين مهتم، المهم التغيير.
وهل تعرف مشكلة إطارات سيارتك لتتفاداها في الإطارات الجديدة؟
أجابني: عزيزي أنا أصلاً ما بعرف نوع الإطارات الحالية ولا مدى الحاجة إلى التبديل أو قدرتها على التحمل، ولكن التغيير سنة الحياة.
أصابتني الدهشة وسألته مجدداً، هل تريد إطارات بحجم أكبر لتفادي سخونة الطريق وتجنب الانفجارات ووعورة الطرق وانزلاقاتها الشتوية؟
نظر إلي متأففاً من كثرة الأسئلة وقال: سمعنا عن عرض التبديل قلنا نبدل ثلاث إطارات ونحصل على الرابع بدون تعب، ومجاناً.
سألته مجدداً هل تعلم بأن العرض لا يضمن لك أن تأخذ الإطارات الأربعة جديدة وممكن يكون نصيبك واحد مستعمل.
أجابني بسرعة نظراً لاقتراب الدور: عادي حتى الإطارات الجديدة نخزنها ونعيد استخدامها مرة أخرى، وإلا ما عمرك سمعت بالتدوير.
طيب ممكن أعرف نوع سيارتك وموديلاها؟
قال: ما عندي سيارة أصلاً، بس أنا بحب أبدل إطارات علشان السمعة، والناس تفكر أنو عندي سيارة ممكن توصلهم لمكان جديد، ومستقبل أفضل بس وحياتك لظل أدحرج إطارات لما أدوخهم، وبعدين بلا فلسفة هذول "عجال" مش إطارات.
وأنتهى الحديث وقررت أن أتبنى النظرية التي تقول "مش مهم تمتلك سيارة المهم تبدل عجال