أعتقد ويعتقد معي الكثيرون انه لو قدر للرأي العام في العالم أن يختار شخصية العام الحالي 2008 , لاختار وبلا تردد ذلك الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بفردتي حذائه اللتين طالتا الرئيس بوش أثناء مؤتمره الصحفي والمالكي في بغداد .
لا ندري ما هو مقاس حذاء المنتظر بالضبط - يقولون نمره 44 - ولكننا نعلم أن الثمن المعروض لشراء هذا الحذاء قد بلغ عدة ملايين من الدولارات.. أما الرمزية التاريخية للحذاء فقد حازها العراقي صاحبه بلا منازع ,في حين كان قد سبقه حذاء آخر دخل التاريخ أيضا ألا وهو حذاء الزعيم السوفيتي خورباتشوف الشهير
ذلك المنتظر القادم من مدينة العمارة جنوب العراق ...ابن التسعة وعشرين ربيعا والذي لا يتجاوز عمره الصحفي ثلاث سنوات، وهي فترة عمله في قناة (البغدادية)، وكان عضوا في حزب العمال الشيوعي العراقي الذي حل نفسه قبل سنتين ليندمج مع الحزب الشيوعي العراقي.
مزاجه هادىء باعتراف زملائه، ونقل عن أصدقائه أنه غطى الغارات الأمريكية على مدينة الصدر في وقت سابق من العام الحالي، وشاهد بأم عينيه ما جرى، وزرعت تلك المشاهد الكارثية غصة في قلبه. وينقل عنه أنه كان يكره الغزو الأمريكي للعراق بقدر كراهيته الاحتلال المعنوي الإيراني لبلاده.
على الصعيد الشخصي للرئيس بوش سيكــون أمر قذفه بفردتي حذاء الزيدي شيئا لن ينســاه طوال حياتــه، وسيظــل يــذكره دائمــا بمــآل سياستــه الفــاشلة في غير مكان من العــالم وبالتحديد في العراق.
ومن حيث الدلالــة التـــاريخيـة فإن خاتمة الاحتلال الأمريكي للعراق قد جاءت تعبيرية رافضة على الطريقة العراقية، لتنهي سياسة أمريكية فاشلة على المستوى العالمي أو في أمريكا نفسها بمنهجية الانتخابــات الديمقراطية التي أوصلت أوباما لدورة رئاسية مدتها أربع سنوات.
ويبقى أن نتساءل في حال حدوث ما حدث في بلد أو مكان آخر من بلدان العالم الثالث , هل سيبقى الأثر مقصورا في الناحية القانونية الإجرائية المساوية للضرر الواقع سواء معنويا أو ماديا، أم سيجرى قلع جذور كل من يمت للفاعل بصلة أسرية كانت أو عشائرية ؟!
Ibrahim.z1965@gmail.com