كلما ارتفع الانسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
18-06-2017 10:59 AM
امر طبيعي.... ما هو الطبيعي.... أن تطلب الوصول للمعالي وتسعى لتطوير نفسك.. وتسعى للوصول الى القمم والتميز والنجاح بالدراسة وبالعمل وبالزواج تسعى لنجاح بكل مجالات حياتك.. امر طبيعي.... وتجتهد وتصل وتحقق اهدافك وتعيش بدايتها سعادة مطلقة... ولكن هيهات هيهات لا تطول هذه السعادة حتى تبدأ بجني ضرائبها ممن يحيطون حولك... كيف؟ولماذا؟ ما دخلهم؟..
أسئلة من حقك أن تطرحها ولكن لا تستطيع التحكم بالجواب.. لا تنسَ أننا متفقون أننا بشر، وأن البقاء لمن صبر، ولكن أتظن أن تصل دون قذفك بكلمات، أتظن أن تصل دون أن تواجه سلوكات البشر.. تحريض.. تحطيم معنويات.. لماذا لأنك أنت السبب.. إذا نجحت في بيتك فليس من الضروري أن تخبر الناس أن لديكِ أو لديك (زوج/زوجه) رائعه وأنك تعيش بسعادة.. ليس من الضروري أن يعرف العالم أجمع أنك سافرت وأنك أنجزت، وأنك بدأت بالدراسة، وأن زوجتك في الأشهر الأولى من حملها، وأنك مرتاح بوظيفتك، ليس من الضروري أن تشارك طموحاتك وأهدافك مع الآخرين، ليس من الضروري أن تنتظر كلمات إطراء من الآخرين لوصولك مكانه معينة فتلفت الأنظار لك أكثر فأكثر..
وتسألني لمَ تكثر حولك الغيوم والمحن، وهنا يبدأ التدخل دون طلب من أحد طبعا ليس للتشجيع أو التحفيز، فتقع في كثير من المشاكل والمحن وتحاك لك الكثير من المواقف لتقع بالزلل ولتفشل بنجاحك ولترجع عن إنجازاتك ولتتحول سعادتك إلى تعاسه، وبعدها تبدأ تلملم بأوراقك لتجد أنك قد فقدت السيطرة لكثرة المحن فلا تعرف من أين تبدأ الإصلاح من حياتك الشخصية، أم من بيتك، أم مما وصلت إليه من نجاح، أم ممن كشفت لهم الكثير من أسرارك وطموحاتك ولم تعرف كيف تبتعد عنهم أو تسحب ما قلته لهم، إذن ما الحل؟
اعمل بهدوء، عش سعادتك وشاركها مع من تحب بهدوء، سافر بهدوء، أجعل من صدرك صندوقاً تحتفظ فيه بأمورك ولا تشارك فيها أحد ولا يكن أحد يملك مفتاح لهذا الصندوق غيرك، لا تسعَ للمديح فكم من واصل قمم الجبال صفقوا له، وعندما نزل القاع، لم ينظر له أحد، تذكر كلما علت الطائرة دخلت في الغيوم ولكن كن كقائدها يعلو تلك الغيوم بذكائه حتى لا يرتطم بها، إذا فلنتذكر أن ضريبة النجاح والإنجاز غالية، ولكن حتى لا ندفعها علينا بالعمل بصمت ولا ننسى (الصمت أبلغ أحيانا من الكلم)، وأبتعد عن السعى للإطراء والتصفيق حتى لا تتكاثر حولك الغيوم والمحن.