الصحافة .. صناعة الدهشة .. !
عودة عودة
17-06-2017 12:05 PM
قبل ايام قليلة هاتفتني مديرة نقابتي ..نقابة الصحفيين "أم عدي"، صدقوني لا أعرف اسمها فالجميع من الزملاء ينادونها بهذه الكنية ..الجميع من النقيب والمجلس واعضاء النقابة.. ، في عهد هذا المجلس والمجالس السابقة...وبعد التحية والسلام والسؤال عن الاهل والاولاد اخبرتني ان احتفالا كبيرا ومميزا ستقيمه النقابة لتكريمي وعدد من الزملاء وحددت يومه وساعته ومكانه..
بعد هاتف أم عدي تدفق شريط الذكريات وانا اقتحم وحدي بحر مهنة المتاعب هذه ، تذكرت اول مقالة لي في نهاية الخمسينات نشرها لي طيب الذكر المرحوم عبد الحفيظ محمد رئيس التحرير ل "اخبار الاسبوع " الصحيفة الاجرأ في تلك الايام الجميلة والواعدة..
وفي اوائل الستينات كان المرحوم الاستاذ خالد الساكت معلم العربية لنا في كلية الحسين بعمان يمتدح مواضيعي الانشائية وفاجأني بأنه اقتطع موضوعي "قصة قصيرة "من دفتري لمناقشتها في برنامج "مع أدبنا الجديد" بإذاعة عمان الذي كان يعده مع الاستاذ عبد الجبار الفقيه مدير الكلية وهذا ما حصل وسمعته مع صديق لي في منزلهم لأنه لم يكن في منزلي مذياع في تلك الأيام العصيبة.
في اوائل الثمانينات بدأت وبموافقة رئيس تحرير "الرأي" طيب الذكر المرحوم محمود الكايد بكتابة مقالين اسبوعيا مقابل مكافأة مالية كما رحب الاستاذ هاشم خريسات سكرتير التحرير وهو مهني فذ وانسان رائع بعملي مندوبا في الشؤون المحلية اهم الاقسام في اي صحيفة فغطيت الشؤون الفلسطينية والنقابات المهنية والعمالية والاحزاب السياسية..وتدرجت في المناصب الى ان وصلت الى منصب مدير تحرير في الشؤون المحلية..
حقا ، اننا كبرنا لكننا لم نهرم...فمن احب عمله في اية مهنة واخص مهنة الصحافة يتأخر هرمه.. فلدينا معشر الصحفيين القدرة على صناعة الدهشة و ادهاش أنفسنا اولا..فوق ذلك فالصحفي الحق لا يشعر ببرود الهمة. ابدا...!
وعلى سبيل المثال ....
محمد حسنين هيكل الكاتب الصحفي الكبير..و الذي كان ينتظره كل عربي وانا منهم مساء كل جمعة في الستينات والسبعينات تحديد من اذاعة صوت العرب الشهيرة بقي يكتب مقاله الاسبوعي "بصراحة" في الاهرام حتى الثالثة والتسعين من عمره..!
أما الكاتب المصري الشهير أنيس منصور المعروف برشاقة مقالاته واكتمالها على الرغم من قصرها .. والذي مات وهو في منتصف الثمانينات من عمره فقد بقي يكتب في الاهرام ويوميا حتى اليوم الاخير من حياته واوصى اقاربه بأن يضعوا بعد مفارقته الحياة قلمه معه في كفنه فقد يكون له فيه حاجة هناك...!
اما المرحوم الاستاذ المربي والكاتب المعروف حسني فريز فقد نشرت الرأي مقالة له في يوم وفاته.. فقد كان من عاداته الصحفية ان يرسل مقالاته السبع في مغلف واحد الى استاذنا محمود الكايد ابو عزمي رئيس التحرير وفي بداية كل شهر لتنشر كل يوم ثلاثاء كما أذكر ...!
odehaodeha@gmail.com