تصاب بالذهول وأنت ترى صراع أصحاب المعالي والدولة وتنافسهم في سبيل تنفيع أبنائهم وأقاربهم في شتى مواقع ومفاصل الإدارات الحكومية ليظفر كل منهم بموقع مليء بالامتيازات من سيارات حكومية ذات نمرة حمراء أو صفراء ورواتب فلكية وسفر ومياومات الذهول ليس من تنفيع أبنائهم وترفيعهم بسرعات تفوق سرعة الضوء ولكن الذهول في حجج وردود أصحاب المعالي والدولة أو أصحاب الدولة والمعالي حتى لا أكون قد تسببت في الإساءة إلى مواقعهم بتقديم أحدهما على الآخر فمنهم من يرى ابنه يتحدث أربع لغات أو خمس وكأنه تعلمها في المهد أو خرج ناطقا بها من الخداج ومنهم من يرى أنه مشروع شهيد ومنهم من يرى أن من حق أبناءه وأقاربه أن يتسلموا هذه المواقع فهم مواطنون ومنهم لمثل هؤلاء أقول :
هل درس أبناؤكم اللغات في مدارس وادي عربة وقريقرة والجفر وذيبان وبصيرا ودير أبي سعيد والأغوار هل تقطعت احذيتهم من السير على اقدامهم صباح مساء إلى مدارسهم التي نهش البرد والحر أجسادهم فيها هل تقدم أبناءكم بطلب إلى لجنة تنسيق القبول الموحد ودرسوا في الجامعة الأردنية وشقيقاتها من جامعات الوطن التي أراهن أن بعضكم أيها المتصارعون لم يدخلها ولا يعرف ابنه أين موقعها أم أن القبول ينتظره في أشهر الجامعات العالمية على حساب الوطن هل يعرف ابناءكم موقع ديوان الخدمة المدنية الذي يعج بمئات الألوف من طالبي الوظائف الذين حصدوا شهاداتهم بكدهم وعرق آبائهم هل فكر أحد فلذات اكبادكم أن ينتسب إلى القوات المسلحة الباسلة ويخدم في حرس الحدود .
أيها المتصارعون والمتسابقون إلى المغانم لم أقرأ في أسماء الشهداء على امتداد تاريخ الوطن اسم شهيد أو حتى مصاب في ساحة تدريب من عائلاتكم الموقرة أيها المتصارعون إن زملائكم يا أصحاب الدولة والمعالي لا زالوا يحلمون بالتقاعد من وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الحكومية المختلفة براتب لا يقارب مخصصات البنزين لسياراتكم التي توصل فلذات اكبادكم إلى نواديهم وأماكن تسوقهم .
سأخبركم ماذا قدمتم للوطن:
تأمين صحي خاص في المستشفيات العالمية فمراكز ومستشفيات الوطن غير مؤهلة لعلاجكم.
ورواتب تقاعدية لقاء حراستكم لحدود الوطن وسهركم على أمنه.
وألقاب رنانة من دولة ومعالي تقدم نفسها على أنها من رجالات الوطن.
وأبناء يعملون في السلك الدبلوماسي يدافعون عن الوطن في المحافل الدولية في أشعة الشمس الحارقة في باريس وواشنطن وبروكسل لا ينامون وهم يذودون عن حياضه وحماه .
عينتم من تريدون في شتى المواقع التي تجعلهم قاب قوسين أو أدنى من الحقيبة الوزارية فبينما فلذات اكبادكم يختارون المواقع التي يرغبون في ترأسها وقيادتها حتى تكون سيرته الذاتية مليئة بالخبرات التي تضعونها أمام الرأي العام لتجب عنه الغيبة والتساؤل عن امكاناته العظيمة، يكافح زملاؤهم واقرانهم للحصول على فرصة عمل على حساب التعليم الإضافي راتبها لا يساوي ثمن ربطة عنق تليق بابنكم العظيم .
ارحموا الوطن فما إن تتسلموا مفاتيح سياراتكم ذات النمرة الحمراء والصفراء حتى تجلدوه ارحموه وارحمونا فلغاتكم لا تساوي حبة عرق تزين جبين جندي يحرس الوطن.
حفظ الله وطننا الغالي وقائدنا المفدى وشعبنا النبيل وجنبنا شروركم.