منعت وزارة الداخلية مشكورة حفلاً غنائياً لفرقة «مشروع ليلى» للمرة الثانية خلال شهور.. وهذه الرسالة الثانية التي تكتب بخط أكثر وضوحاً أن مثل هذا «الإسفاف» غير مقبول ومرفوض مجتمعياً وقيمياً وعلى كل الصعد، فيا من تقف خلفهم اختصر وتراجع واخجل وافهم أن ما زال عرق الحياء ينبض في عروق الأردنيين وما زلنا نحترم ذائقة الناس ونعظّم الأخلاق قبل أن نحترم مشاعرهم.
إصرار الفرقة للمرة الثانية خلال شهور لإقامة حفل في عمان دليل أن الفرقة فعلا «مشروع» وليست مجرد فرقة شبابية غنائية عابرة تجوب المدن وتقدم فنّها هذا إذا اتفقنا أن ما تقدّمه يصنّف تحت الفنّ، الفرقة لديها هدف تريد الوصول إليه من خلال مخاطبة جمهورهم – تحت سن 20عاما- وللأسف كثير من هؤلاء الأغرار قد أصيبوا بعدوى الإعجاب دون ان يسمعوا لهم او يحضروا حفلاتهم او يقرأوا كلمات أغانيهم فالمحاكاة والتقليد وحب «الفياعة» هو الذي دفعهم للمتابعة والتعاطف، الرسائل التي تقوم عليها أغاني الفرقة التمرد على القيم والأديان والدعوة للشذوذ الصريح والمبطّن، مع اللجوء في بعض الأغاني الى انتقاد الحكومات والأنظمة كغطاء جماهيري ورصيد شعبي لتمرير الرسائل السرية الأخرى..
أحدهم عاتبني قائلاً.. أنت تكتب ليل نهار عن الحريات وتؤيد انتقاد الحكومات وتمارسها.. طيب يا أخي غناء الفرقة أيضاَ حرية وبعض أغانيها تنتقد الحكومات فلم كل هذا التناقض؟؟.. نعم نحن مع الحريات وسنبقى، مع الغناء وسنبقى، مع الفن الراقي وسنبقى، مع ما يمثل الشعوب وسنبقى، مع انتقاد الحكومات وسنبقى، لكن أين كل هذا من كليبات كلماتها بذيئة شوارعية، فقد وصلتني كلمات إحدى الأغاني لا أستطيع ان أصفها الا بالمخجلة بل والمقرفة والمقززة..وبعض المفردات تسيء للأديان / للدين المسيحي تحديداً وبعضها الآخر يلقن الشباب الشتيمة الرديئة.. وهذه ليست حرية ولا جرأة.. الحرية الاّ تمس معتقدات الآخرين ولو بالسياق... والحرية الا أستخدم البذاءة والكلمات المقرفة «التواليتية» في الغناء...
طبعاً لن نبحث قصة هوية أعضاء الفرقة الجنسية، ولن نبحث عن الغاية من تصريح قائد الفرقة لــ»بي بي سي «انه شاذّ جنسياً» ويؤيد الشذوذ وأنه سيطرح ذلك بشكل جلي في البومات قادمة.. ولن نبحث صورة أحد أعضاء الفرقة «ذكر» وهو يرتدي فستان زفاف وطرحه ممثلاً دور العروس.. نحن نركز على رسالتهم وغايتهم ومشروعهم الخطير... هل هذا مشروع ليلى الذي يقاتل لأجله كثير من المتنوّرين؟؟ هل هذا مشروع ليلى الذي دافع عنه البعض؟؟ هل هذا مشروع ليلى الذي تدخّلت بعض الجهات لإقامته في المرة الأولى؟؟ هل هذا الفن المتبقي على المجتمع الأردني ليلوكه مرغماً عنه في مدرجاته وصالاته...
نحن مجتمع شرقي عربي ما زال يعظّم الفضيلة ويرفض الرذيلة، هذا المجتمع حي وكريم يحترم الفن المحترم ويحترم الحريات المحترمة... ويرفض الهبوط والاسفاف والشذوذ و»التخنيث».. واذا كان هذا التطور والتحضر والتنوير من وجهة نظر بعض المدافعين..فيا مرحبا بالرجعية...
أخيراً.. منع وزارة الداخلية إقامة الحفل.. هي رسالة قوية لليلى وشلّتها.. ولمن يدعم بأذرعه وأدواته دون ان تظهر صورته واسمه لمشاريع «الشذوذ» والتمرد القيمي..
الا اخجلوا...وابتعدوا..
وغطيني يا كرمة العلي
الرأي