بعد قراءتي لأكثر من مقالة عن النواب المتحرشين كان آخرها مقالة الدكتور عبدالفتاح طوقان .. أغراني خميس بن جمعة بإفراد هذه المقالة حول الموضوع نكاية بالمحرر الحبيب الذي شطب لي تعليقا (سيئا جدا) على مقالة الدكتور طوقان . فتحت معجم (المنجد في اللغة ) على مادة (حرش) فوجدت الآتي:
1- حرش الضب .. أي اصطاده
وهو معنى ذو علاقة باللهجة الأردنية من عدة وجوه منها.. أننا نسمي المرأة الجميلة(صيدة) وبهذا المعنى يكون النائب المتحرش (صيادا).. وأهل القرى حين يشاع عن رجل أنه يريد امرأة بعينها للزواج يقولون: فلان (ينصب) عند فلانة.. وينصب هنا لا علاقة لها بالشيكات بدون رصيد.. لأنها تعني (ينصب فخا) والفخ أداة صيد بالضرورة.
ومن دلالاتها أيضا أن البعض لم يعد يميز كثيرا بين (المرأة الجميلة) وبين (الضب) الذي يسمى في الأردن(حرثون) ويضرب به المثل في القبح.. مما يدل على فساد الذائقة الجمالية لدى البعض..
2- الحرّاش: صيغة مبالغة على وزن (فعّال) نوع من الأفاعي متخصص في صيد الضبان (الحراثين) وبهذا يؤكد المعنى الأول ثم تنتقل (السيمانتكس) أو الدلالة ليصبح النائب أو الرجل المتحرش ثعبانا ساما..
3- حرش حرشا البعير.. أي حك ظهره برسنه ليسرع.. ويبدو أن بعض نوابنا يروننا (بعارين) ويحكون ظهورنا لنسرع بانتخابهم مرة أخرى..مثلا.. ومما يعمق هذه الدلالة هو إسراعهم أكثر من سرعة (سلق البيض) في إنجاز القوانين .. مثلا أيضا.
4- حرش الرجل (أو المرأة) خدشه.. وهذا من أوضح ما في المسألة .. لأن نوابنا الأفاضل قد خدشوا كل شيء فينا.. من حيائنا إلى كرامتنا إلى لقمة عيشنا
5- الحرش هو الخشن .. وقد كانوا خشنين تماما معنا فقد استعملوا الأيدي ومنافض السجائر في ضربنا.. ثم استعملوا خشونتهم لتزويدنا بقوانين تعاملنا (بخشونة)
6- احترش الرجل:: خادع.. والحرش والحراش هو الخديعة.. وهذا المعنى أيضا واضح تماما .. فقد خدعوا الناس ببيانات زائفة وخطب جوفاء وتم انتخابهم على أساسها
7- حرّش بين القوم: أي أثار بينهم فتنة.. ومنها حرّش بين الكلاب أي أثار بينها عراكا...
ألا ترون معي أنه في قرانا إذا أردنا أن ننتقم من شخص (نحرش) عليه كلبا ليعقره؟ وفي تحريش الكلب نستعمل كلمة لم أستطع تأولها بطريقتي في تأول (الدحيّة) وهي: (أردا شّحو) التي سأتأولها قريبا جدا.
والأهم أنه باللهجة الأردنية البحتة حين يتسلط شخص على شخص يسأله الأخير السؤال التالي: (مين حرّشك علي) بمعنى من سلّطك عليّ ؟.. وأظن أن معظم أبناء الشعب يوجهون هذا السؤال إلى مجلس النواب قائلين: (مين حرّشكم علينا؟)
8- تحرّش به:: تعرض له.. وهذه لا تحتاج إلى توضيح ويقابلها بالعامية (تحركش به)

وبعد:
تساءل صاحبي خميس بن جمعة قائلا:
لكنك لم تذكر شيئا عن (التحرش الجنسي) فدعني أكمل عنك..
ـ حين نمدح رجلا في الأردن نقول: فلان حصان.. وهو (مديح) يستخدم في كثير من الأحيان بدلالات تتعلق بالقوة الجنسية.. وعكسها (بغل) بدلالة أن البغل( طواشا) وطواشا هذه.. لهجة جنوبية خالصة تعني (عاجز جنسيا) وبالتالي بناء على مقالة د. الخزاعي ينبغي على كل مرشح أن يثبت منذ الآن أنه (ليس طواشا) وبالتالي ليس بغلا..
أما القوي جدا جنسيا فإنه يوصف عندنا بأنه (ثور) .. وهو وصف ينبغي أن يضاف إلى السيرة الذاتية للمرشح التي اقترحها الخزاعي..
وأذكر قصة حدثت بين نائب ونائبة في (إحدى الدول العربية) ـ العبارة المقوسة الأخيرة تفيد في حالات التقاضي فقط ـ مع أن الكثيرين يعرفون القصة التي حدثت في التسعينيات حين قالت النائبة: يبدو أنه (ما فيش) رجال بالبلد ؟ أو قالت بالمجلس.. أو كما قالت.
فقال النائب: بلى يوجد.. (تحبي أثبت لك)؟ .. وأشار إشارة قبيحة توحي برغبة في خلع أو فتح جزء من ملابسه. ومن سوء حظه أنني كنت موجودا (الكلام لخميس) ورأيت وسمعت ما جرى بعد ذلك حيث
لم تحرج النائبة كما توقع .. بل أجابت بكل حزم: هذا قد يثبت الذكورة وليس الرجولة.. وهي مسألة يثبتها حمار جارنا أبو إبراهيم كل يوم أكثر من مرة دون أن يضطر إلى خلع شيء..
وهنا يؤكد خميس للأخ المحرر أن ناقل القبح ليس قبيحا.. قياسا على ناقل الكفر ليس كافرا .. ويرجو نشر مقالتي ومداخلته عليها كاملة دون أية (تحرشات رقابية) مع كل الحب

Amann272@hotmail.com