حالات التقلب المزاجي والسلوكي التي يعيشها بعض الناس للأسف مأساة عظيمة، بعضهم يتحول من ضحوكٍ متفائل إلى عبوسٍ يائس، فمن تظن به خيراً يكون الشر بذاته، ومن تظن أنه صادق يكون مسيلمة، ومن تظن أنه مؤتمن يكون خائناً، وغيرها الكثير الكثير من النقائض، أو يعجز الكثيرون عن الثبات على المبادئ / المشاعر / الأخلاق، أم كحرباءٍ تلونت لتستمر بالحياة، على ما أظن إننا نحتاج لوقفة مع الذات لنرى إلى أين اتجهنا وعلى أي دربٍ نسير.

هل الكماليات الهدامة ومواكبة ذوي المال والطموحات التي تشغل بال الكثيرين يوترهم ويجعلهم ينتفضون كالممسوسين كلما شعروا بالدونية، لم يعد أفراد المجتمع يشعرون بالرضا ولا الشبع للأسف، يرفعون توقعاتهم الطموحة دوماً ليروا من سبقهم في مجال ما من مجالات الحياة ليملأ الغيظ قلوبهم أقول انظروا لمن هم مثلكم لتشعروا بالطمأنينة ولمن هم دونكم لتعلموا أنكم قدوة واطمحوا لتكونوا كمن سبقوكم.

من مجمل ما ألاحظ في الغالب السائد من محبي الظهور وفرض الرأي هو مواكبة الفاسدين في طرقهم للتسلل بين صفوف الواصلين إلى كراسي السيطرة والمال ولهاثهم الشديد ولو على حساب القيم التي اكتسبوها صغاراً لينقلبوا كباراً ليصبحوا قدواتٍ في النهب والظلم وأساليب الوصول لما يصبون إليه، لا أشبعهم الله إن لم يصلحوا أنفسهم قبل فوات الأوان.