تطبيق ذكي جدا لوزارة الأوقاف
د. طارق زياد الناصر
11-06-2017 04:10 AM
على غير العادة وبعد ان حملت تطبيق وزارة الأوقاف الاردنية على هاتفي تولى هذا التطبيق مهمة ايقاظي من خلال مجموعة الاذكار الصباحية التي يحتويها وباصوات اردنية مميزة، وقبيل الصلاة قام هذا التطبيق أيضا بارشادي إلى مواقع المساجد القريبة مني واسماء الخطباء المكلفين فيها ومقتبس من سيرتهم الذاتية، فتوجهت إلى احدها لاداء صلاة الجمعة.
في هذا التطبيق الكثير من الميزات التي تتعلق بالخدمات التي تقدمها الوزارة ودائرة قاضي القضاة ودائرة الافتاء العام وبعض المؤسسات الدينية في الأردن كجهد مشترك لهذه المؤسسات يتوائم مع لغة الحاضر والمستقبل وينسجم مع توجه الحكومة لأتمتة اعمالها، الا ان الخدمة الاميز والاحدث من وجهة نظري هي خدمة تقييم الخطبة التي يتيحها التطبيق، ففور انتهاء الصلاة يقوم بادراج استبيان بسيط تقوم من خلاله بتقييم موضوع الخطبة وملائمته لاحتياجات المجتمع المحلي أو القضايا البارزة في المجتمع، ومن ثم تقييم اسلوب الخطيب وبناء الخطبة العلمي ومدى تأثيره على المصلين، مع إمكانية اقتراح موضوعات تظن انها تحتاج لمعالجة دينية من خلال مؤسسة المسجد، فمثل هذه الخدمة ساهمت في انهاء الجدل القائم حول قرار الوزارة السابق في توحيد الخطبة على كافة مساجد المملكة، وشكلت رؤية عصرية جديدة تمثل منبرا لقياس الرأي العام لدى جمهور المصليين، ومرجعية علمية لتقييم دور المسجد في المجتمع وخاصة دور خطبة الجمعة وخطيبها.
وربما كانت استفادة الوزارة من مثل هذا التطبيق لتقييم أداء الخطباء، تشكل أيضا طريقة جديدة في اختيار الخطباء وتوجيههم بما يخدم رسالة الوزارة، ويسنجم مع رسالة الإسلام الحق ووظيفة الخطبة والخطيب وبناء علاقة ايجابية مع المجتمعات المحلية، ورفع سوية ما يقدم عبر المنابر، بالإضافة إلى كونه أداة اتصال سريعة بين المؤسسات المعنية والمواطنين.
للاسف كل ما سبق هو محض افتراض، لأنني أجريت بحثا بسيطا عبر متجر التطبيقات ولم اجد ما يشير لوجود هذا التطبيق، الذي ربما يكون مكلفا في حال تحويله إلى واقع رغم اهميته الافتراضية ومحاكاته لاهتمامات الناس واتجاههم نحو التكنولوجيا الهاتفية، وخاصة الشباب الذي بات الهاتف جزءا من شخصيته وشريكا له في اتخاذ قراراته، وقد يكون مجرد مقترح اجتهدت في طرحه وقد يؤتي اكله إذا ما تم العمل عليه، وقد يُدرس من المختصين فيتبين انه غير قابل للتنفيذ أو غير مفيد، لكنني ومن واقع تخصصي وتجربتي متيقن من جدواه واهميته ووجدت ان الكتابة في هذا الموضوع وتقديم هذا المقترح من خلال هذا المقال هو واجب ديني قبل ان يكون واجبا مجتمعيا أو رؤية خاصة لعله يصبح واقعا يوما ما.