داوود يكتب: أهل العلم وكلمة الحق
د. هايل داود
09-06-2017 09:07 PM
كنا وما زلنا نعترض كثيرا على من يقول أن الدين أفيون الشعوب ، لأننا نؤمن إيمانا جازما أن الدين ما كان إلا لنصرة الحق ومصلحة الشعوب ، إلا أن كثيرا من العلماء للأسف الشديد نتيجة أفهامهم القاصرة أو مصالحهم الدنيوية يجسدون هذه المقولة المغلوطة، لا لأن الدين أفيون الشعوب حقيقة ، بل لأن هؤلاء العلماء ،هم من يحرفون الدين ويسخرونه قربانا على مذبح مصالحهم الشخصية ، ويحرفون الكلم عن مواضعه كما قال تعالى ، ويأكلون اخرتهم بدنياهم ويصدون الناس عن السبيل وينطبق عليهم قوله تعالى " ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهم يعلمون "
اقول هذه الكلمات بمناسبة البيانات الصادرة عن عدد من المؤسسات الإسلامية والدعوية بخصوص المشكلة الأخيرة بين دول عربية شقيقة هي قطر من جهة وبعض الدول العربية والخليجية من جهة ثانية ، هي السعودية والإمارات والبحرين ومصر ، حيث صدرت بيانات عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومقره قطر يشجب ويستنكر ويحرم مقاطعة قطر لأن مقاطعة المسلم لا تجوز وهي حرام شرعا ، وصدرت بيانات عن الأزهر وعن علماء المملكة السعودية وعن رابطة العلم الإسلامي ومقرها مكة تؤيد وتبارك هذه الخطوات وتجيزها شرعا ، فلسنا ندري يا علماؤنا الكرام ما هو موقف الشرع وأين الحلال والحرام ، ويتكرر هذا الحال في كل مسألة وكل أزمة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وحرب الخليج غيرها من أزماتنا ومشاكلنا.
فيا علماء الأمة وشيوخها إلى متى تقدمون دينكم قرابين على مذابح الساسة ،وإلى متى تقبلون استخدام الدين خدمة للسياسة ، وكل يفتي حسب هوى حاكمه ونظامه ، إن مواقفكم هذه تؤكد الدعاوى المستمرة بفصل الدين عن السياسة ، لأن هذا هو امتهان للدين وتزييف له فكفانا تلاعبا بالدين وامتهانا له ولا تذكرونا بقصة الواوي.
أيها السادة العلماء أما كان الأولى بكم جميعا أن تستذكروا وتذكروا بقوله تعالى " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله فإن فائت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " ولا تقولوا ان هناك فئة قد بغت لأنكم لم تحاولوا الإصلاح ، ولم تشكلوا وفدا للإصلاح بل سارع كل فريق منكم لتأييد ولي نعمته ، فيا علماء الأمة يا ملح البلد من يصلح الملح إن الملح فسد ، وإذا اردتم أن تعملوا في السياسة فدعوا الدين جانبا ولا تستخدموه في سياستكم لأنكم بذلك تشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله