يتذاكى الإسرائيليون، ويظنون ان عمليات التجميل التي يمارسونها عبر مواقعهم الالكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ستؤدي الى تغيير النظرة الى إسرائيل.
ذات التكنيكات الاعلامية التي يتم استعمالها، كل مرة، اما تقديم قصة إنسانية، لاسرائيلي انقذ طفلا فلسطينيا مريضا، او تهنئة بالفيديو، لشخص ثقيل الدم، او تغريدة يتم عبرها توظيف آية قرانية، للحض على السلم، او حتى التركيز على مذابح الدم في الدول العربية والإسلامية، للقول بشكل غير مباشر، ان إسرائيل تختلف عن كل هؤلاء «المجرمين والهمج» الذين يحيطون بها.
الادهى من ذلك تورط ملايين العرب والمسلمين، كأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي لهؤلاء، وحين تسألهم لماذا يتواجدون على هذه الصفحات، يظنون ان هذا جهادا الكترونيا، يتم عبره شتم افيخاي ادرعي، او أي إسرائيلي، بالفاظ نابية، او بالتوعد والتهديد؟!.
الإسرائيليون يتركون كل هذه التعليقات دون شطب، لانهم يريدون ان يقولوا للعقل الباطني للمتلقي، ان إسرائيل قوية، ولايهمها الكلام، وان إسرائيل أيضا، محاطة بمجرمين يريدون حرقها، وأيضا من اجل تجميل وجه إسرائيل بمسحة ديموقراطية، تقول انهم يحتملون الكلام الغاضب.
الذي لاتفهمه إسرائيل، ان هذا النوع من الاعلام، لايحقق أي نتيجة فعلية، وعلى الرغم من التقييمات التي قد تقول للاسرائيليين، ان هناك نجاحات محددة، الا ان على إسرائيل ان تعترف ان اغلبية جوارها العربي والإسلامي، يعاديها، ولايقر بحقها في الوجود، ولابشرعية الاحتلال، ولايمكن إطفاء هذا الرأي بمجرد اطلالة ثقيل الدم، افيخاي ادرعي، بلسانه المتثاقل علينا.
اريد ان اسأل سؤالا محددا، اذ لو جاء عربي يجيد العبرية باحتراف كبير، وأسس صفحة عبرية موجهة الى الإسرائيليين، وادارها بذات الطريقة التي يدير الإسرائيليون مواقعهم وصفحاتهم العربية، فهل كان سينجح بأستقطاب ملايين اليهود، ولو من باب السماح لهم بشتم العرب، او إهانة المسلمين. الارجح ان هذا الامر لن يتم.
اذا كنا لانريد ان نتورط بخطيئة الاعجاب بالعدو والترويج له، فعلينا ان نقر ان مبدأ «الاختراق» ناجح عربيا، وغير ناجح إسرائيليا، اذ ان إسرائيل جندت وتجند عملاء حيثما ارادت، والعرب لم يجندوا إسرائيليا واحدا، الا اذا صدقنا قصص المسلسلات، كما ان اثارة الفروقات الدينية والمذهبية بين اليهود، تكاد ان تكون مستحيلة، على عكسنا نحن، كما ان اجتذاب ملايين الأسماء، الى صفحات إسرائيلية، امر واقعي، ومن الاستحالة ان نقدر عليه بالاتجاه الاخر.
هذا يعني ان هناك اختراقا إسرائيليا للوعي الجمعي، حتى لو ظن بعضنا انه يمارس دورا على هذه الصفحات بشتم إسرائيل، فهو نهاية المطاف، مسجل في منصة إسرائيلية، لها غايات كثيرة، اقلها فتح المجال لنقل المعلومات، او التجسس، او الاستقطاب الأعلى، او عرض الخدمات، وهنا، لايمكن ان اتفهم، أي مشروعية، يطرحها، أي اسم مبررا وجوده على هذه الصفحات.
إسرائيل لن تجمل صورتها، بهذه الصفحات، لكن علينا ان ندعو الجميع الى مقاطعة هذا الاعلام المسموم، والخروج من هكذا صفحات، لها دور اخطر بكثير من الظاهر.
الدستور