من نافل القول أن "زواج سعيد " يمكن تصيفها مسرحية، يبدو أن ثمة كارثة بل طامة كبرى تقع على الفن والابداع في عالمنا العربي، المسرح فن له ادبيات واصول وتقاليد، "زواج سعيد " ليست مسرحية ولا يمكن ادراجها تحت خانة استعراض. مجرد بلاهة و هبل و استعباط و لغة سوقية ودونية و انحطاط بالألفاظ، فهل بلغ الفن العربي ذروة العقم و البلادة و قلة الذوق .

بل أن الشيء الغريب، وان كنت لا اؤمن بالرقابة على الاعمال الفنية، ولكن ثمة ما يستدعى بأحيان كثيرا تدخل السلطة، وذلك لردع العابثين و المقامرين بأذواق الجماهير . الفن ابداع اولا . وما يقدم على مسرح "اوبرا هاوس " عمل بائس و فقير فنيا ومزيغ ومخادع للذائقة و لربما اكثر ما يخاطب غرائز جائعة وعطشة لسماع الشتائم و الكلام المبتذل والمنحط .

نعم ، هناك ادب فاضح و ساخر ، ولكن ما يعرض على "اوبرا هاوس " كاريكاتور فاقع بالسطحية و السذاجة لا يحمل أي اشارات او قيمة فنية رمزية ، توظيف لإغراء استعراضي سطحي وساذج .

ولربما كل ذلك من علامات الانحطاط العربي الذي يجمع ما بين الشهوانية و الجهل العميق و التخلف في الاليات وادوات تجلياتها . وكما  الانسان عدو ما يجهل. 

هكذا تفاهات هي بحد ذاتها صور من اعتداء على الفن و الابداع و الخيال وذائقة الجماهير . تزوير للرغبة الجنسية و تزوير الفن الفاضح ، و تزوير للحرية التي نقاتل من اجلها بأعلى السقوف في مجتمعاتنا : سياسيا وفكريا و ادبيا و اجتماعيا ، بكل المستويات من الحرية لا للشخصية المقدسة الى الحريات و الحقوق العامة . 

تستحق ما يعرض على مسرح "اوبرا هاوس " من بضاعة ان تتعرض الى التشريح . حتى نتعرف على الكيفية التي يتفنن بها مخبولون بالمغامرة استغلال حاجة الجمهور للبحث عن مساحة للهو والضحك والبحث عن الفرح، وكيف يروجون للإثارة التافهة والسطحية والساذجة ليبلغوا الى مآربهم في التقاط أكبر كم من جماهير عقولهم مغلفة ومسيجة.