أحسن أخي وزير التربية والتعليم معالي الدكتور عمر الرزاز صنعا عندما وجه رسالة في وقتها ﻷهل وطلبة الثانوية العامة، حيث اﻹستعدادات على قدم وساق للتقدم للامتحان اﻷكثر رعبا تاريخيا للطلبة وأهليهم على السواء، وأشرت الرسالة لمفاصل هامة توجيهية وتوعوية ومهدئة للفئات المخاطبة وهم أحوج ما يكونوا إليها :
1. مخاطبة اﻷهل أكدت على ضرورة التنبه لعدم استنساخ اﻷبناء كأهليهم، لا بل اﻹستثمار بهم واستكشاف إبداعاتهم وتعزيزها، والوقوف لجانبهم لتجذير ثقتهم بأنفسهم.
2. مخاطبة الطلبة أكدت على أن اﻹمتحان وسيلة قياس لا غاية، ولا يمكن أن يتنبأ بمستقبل وطبيعة عمل الطلبة، فالتغير بأساليب الدراسة من البصم للفهم والتفكير اﻹبداعي وتعلم المهارات جل مهم.
3. الرسالة بثت روحا معنوية إيجابية وتوعوية على سبيل إيضاح مفاهيم تربوية وتوجهات مستقبلية بما يخص النجاح والرسوب واﻹبداع والتميز وتجميع العلامات والدخول للجامعات.
4. الرسالة ركزت على الرؤى الملكية السامية بشأن تطوير مفاهيم وقيم ومهارات اﻹبداع وتطوير أسس القبول الجامعي لتتواءم مع لغة العصر وقدرات الطلبة وتحصيلهم ومواءمة ذلك مع اختيارهم لتخصصاتهم الجامعية وفق حاجة السوق والقدرة والرغبة على السواء.
5. الرسالة ركزت على أن النجاح في الحياة يبدأ في مرحلة ما بعد الثانوية العامة، وليس مرتبطا بنوع التخصص الجامعي الذي يدرسه الطالب باكتشافهم ﻷنفسهم وبناء مستقبلهم بما يتواءم وقدراتهم، وهذا نوع من غرس الثقة وتعزيزها عند الطلبة.
6. الرسالة ترسخ مقولة اﻹمام علي رضي الله عنه: علموا أبناءكم لزمان غير زمانكم، فهم مخلوقون لزمان غير زمانكم.
7. ما بين سطور الرسالة هنالك حاجة ماسة ﻹستراتيجية وطنية جديدة للتربية والتعليم تبني على ما سبق تراكميا إنجازه، وتعزز شرح وتطبيق المفاهيم التي تم اﻹشارة إليها على اﻷرض، بحيث يكون هنالك حوار وطني شامل ومسؤول لبلورة خطة عمل تنفيذية مرتبطة بزمن وأهداف وقابلة للقياس يشارك بها كل اﻷطراف.
بصراحة: هكذا رسائل تربوية إيجابية تعزز ثقة الطلبة بأنفسهم وتشعرهم بأن اﻹمتحان أمر عادي لا تعجيزي، ولها أبعاد تربوية محفزة، ومطلوب اﻹكثار منها وترجمتها على اﻷرض لمفاهيم واقعية.