من الأمانة والوطنية الصادقة والحقيقية ، أنه عندما تلتقي بمن يحمل الوطن في قلبه بكل صدق وإخلاص ، ويملك طموحا مشروعا يعانق به السحاب ، أن تشير إلى ذلك تقديرا وإحتراما إلى هذا الشخص ، لكي يكون بالإشارة إليه تحفيزا إيجابيا لغيره ، وأنا هنا لا أكتب عن شخصية عادية ، بل هي بكل تأكيد شخصية إستثنائية بكل شيء ، حضورها ثقافتها صلابتها حوارها وحلاوة كلامها ، فقد أعطت الجميع بكل ما تملك من هذه الصفات ، ثقة أكبر بأن المرأة الأردنية قادرة على التميز والإبداع وإثبات وجودها أينما تحل وأينما تكون ، ليست كأنثى فقط ، بل بعلمها وثقافتها وإبداعها وصلابتها .
رانيا حدادين ؛ سيدة أردنية ونشمية من نشميات هذا الوطن ، إبنة الكرك مدينة التاريخ والأصالة والثقافة ، وليس بالغريب على الكرك بأن ترفد الوطن دائما بنماذج وطنية متميزة ، فإبنة الهية ناشطة إجتماعية وسياسية وحزبية من الطراز الرفيع ، لا تغيب عن أي مناسبة وطنية في أي مجال كانت ، فروعة وسحر حضورها يضيف للمناسبات والإحتفالات والندوات رونقا خاصا وجميلا ، ولغة خطابها وحديثها المتقن في كافة المجالات ، يضيف لهذه اللقاءات والحوارات معنى وقيمة أكبر ، تدافع دائما وبقوة وهي إبنه الطائفة المسيحية عن الصورة الحقيقة والسمحة للإسلام ، كدين محبة وسلام ووسطية وإعتدال ، فمثلت بذلك صورة التعايش الحقيقي بين الإسلام والمسيحية ، وكسبت من خلاله محبة وإحترام الجميع .
وأجمل ما في السيدة حدادين هو صلابتها في سعيها نحو تحقيق أحلامها وذاتها ، صلابة كانت ولا زالت أصلب من طريقها الصعب الذي قررت أن تسلكه نحو هدف سام وهو النجاح والتميز ، وأن يكون لها كيانها السياسي ومكانتها الإجتماعية الخاصين بها ، وهي بكل تأكيد قادرة على تحقيق ذلك ، وليس هذا مجرد كلام فقط ، فمن يتتبع مسيرة حياتها جيدا ويرى كيف أنها قد تجاوزت محطات في غاية الأهمية وذات أبعاد تعليمية وسياسية وإجتماعية ، وكيف أنها قد تخطت كافة العقبات التي واجهتها بكل مقدرة وبراعة ، وكيف وازنت بين بيتها وأولادها وعملها ونشاطها الإجتماعي والسياسي الذي لا يهدأ ، وكيف أنها لم تقصر أبدا في أي واجب من واجباتها ، سيعلم جيدا بأن هذا ليس كلاما فقط ، وإنما هو عنوان ناصع ومشرق قد حفرته حدادين في الصخر بكل إصرار وإجتهاد ، فكانت بذلك وبكل صدق المرأة الحديدية .
حمى الله وطننا وعززه بأبناء شرفاء مخلصين ، لنعبر بمركبه نحو مستقبل مشرق بكل جهد وعزيمة وإصرار ، مركب وطننا الذي يقوده بكل حكمة جلالة ملكنا عبد الله الثاني المعظم حفظه الله لنا من كل مكروه .