دجاج المحسنين وغياب المساءلة الجادة!
أ.د. أمل نصير
06-06-2017 10:23 PM
ما زالت قضية الدجاج الفاسد تتسع، ورؤوس الفاسدين ذوي التاريخ الأسود في هذا المجال تتدحرج وفق معلومات نشرتها صحيفة الغد اليوم!
لم يكن المواطن الأردني بحاجة إلى رقم جديد من الفاسدين؛ ليعرف أن غذاءه طاله الفساد، فقد عرف هذا منذ سنين إذ طال الفساد خبزه، ولحمة، وخضاره...
لكن الجديد في هذا الدجاج أنه خرج من أيد تلبس ثوب العفاف والإحسان في شهر العبادة والصدقات، دجاج عفن ذو رائحة كريهة لا تقل عن رائحة الفاسدين، زكمت الأنوف والنفوس، والجديد أيضا أن من يشار لهم بالاتهام، ومن خرجت أسماؤهم للعلن هم من التجار الكبار الذين يتعهدون لحوم الأردن منذ سنوات، ولهم مطاعم مما قد يعني أنهم دفعوا شحنات من اللحوم الفاسدة ومرروها إلى معدة المواطن، وأطعموا في مطاعمهم، ومحلات الشاورما الكثير من فسادهم بدم بارد!
أطنان من الدجاج الفاسد استهلكت، ومزيد من الرؤوس أينعت وحان قطافها وفق تصريحات رئيس لجنة الصحة النيابية الذي أشار إلى تسرب كميات كبية من الدجاج الفاسد إلى الأسواق تقدر بحوالي 300 طن !
وهناك تأكيدات رسمية بأن ما تم استهلاكه فعليا من هذا الدجاج تجاوز ال 80 طنا؛ مما يعني أن عدد المهددين بالتوقيف على ذمة القضية مرشح للزيادة.
حسنا فعل محافظ العاصمة حين أعلن عن أسماء الموقوفين والمتورطين بالحادثة، لكن ما زالت العبرة بخواتيم الأمور لا سيما أن مؤسسة الغذاء والدواء أتلفت قبل شهر ونصف طنين يعودان إلى المجموعة المتورطة في هذه القضية نفسها، كما تم قبل سنة إتلاف 3 آلاف طن من المواد الغذائية الفاسدة، وإغلاق مستودعاتها على قضية مماثلة!
ولكن كيف لم يلحظ المواطنون فساد الدجاج؟! ويأتي الجواب: لم يكن يباع بشكل مباشر للمواطن خوفا من اكتشاف حقيقته، وإنما كان يستخدم لعمل الشاورما والدجاج المشوي بعد وضع كميات كبية من البهارات عليه؛ لتغيير رائحته!
فهل سيحاسب هؤلاء الفاسدون محاسبة دقيقة وعادلة على جرائمهم الكبيرة في الإساءة للمواطن وصحته، وللوطن بنشر السمعة السيئة عن غذائه وسياحته وأمنه وأمانه؟!
المقلق أيضا ردة فعل المواطنين اتجاه ثقة الحكومة بمحاسبة الفاسدين، واليأس من معاقبتهم، وثقة المواطن بأنهم سيخرجون معززين مكرمين، وتطوى صفحة دجاج المحسنين كم طويت صفحات أخرى كثيرة قبلها!