كم يؤسفني ويؤسف فئات عريضة من أبناء هذا البلد أن بعضاً من المسؤولين يخرجون عن الخط الرسمي في التعامل مع القضايا التي تتطلب منا تظافراً للجهود وتعرية للمواقف ، ولا يتحملون المسؤولية الوطنية في الدفاع عن حق المواطن وأمنه الاجتماعي ويتعمدون تسميم الحياة عن طريق تزييف الوعي ، هم هؤلاء انفسهم الذين سبق واسماهم جلاله الملك بقوى الشد العكسي فعملوا على تضليل الناس بالمعنى الحقيقي لمفهوم الشد العكسي واستغلال حاجاتهم ومطالبهم للحفاظ على مواقعهم ، فمحاولاتهم البائسة لغرس بذور البغضاء وافتعال الأزمات داخل مؤسساتهم ما هي إلا محاولات منهم من اجل الثبات في مواقعهم ، خوفا على فقدان مصالحهم ومكانتهم الاجتماعية ، ولهذا فإنهم يحاولون ارتداء كافة الأقنعة ظناً أنهم يحسنون الصنع ، كل ذلك جعلهم ينتهجون أساليب محبطة وملتوية ومكشوفة لإصابة عملية التنمية الشاملة والإصلاح الاقتصادي ، مستغلين بذلك سماحة الأردن وطيب أهل الأردن ودماثه خلقهم .

بذلك دعوني أتحدث بصراحة : أن يجب إعادة النظر في بعض المناصب والمواقع القيادية داخل بعض المؤسسات الرسمية ، والتي غاب عن ذهن متبوئيها أنها ما أوُجِدت إلا لخدمة المواطن خدمةً حقيقية ، ولكنهم نصَّبوا أنفسهم خصوماً للمواطنين أمام الدولة ، وبنوا حواجز لا تسهل إزالتها مع المواطن فأساءوا إلى قيادتنا ورموزنا أكثر مما خدموهم.

نحن بالفعل بحاجة إلى قيادات مؤسسية ذات بعد كارزمي بشخصها تجتذب الجميع من حولها .. بعيدا عن (الهبش والنبش) .. لتقوم بواجباتها خير قيام، وتعمل على إيجاد علاقات تكاملية وثيقة بينها وبين المواطن لأني أعتقد جازماً أننا لم نعد نحتاج إلى بعض الشخصيات التي وجدت ليمتعِض منها الناس فكيف يجوز أن يتولوا أمورها ؟

كل ما نتمناه أن يمارس هؤلاء العدل وتطبيق القانون دون حساب لقيس او يمن ويتخذوا من ذلك شعارا لعملهم ، بحيث نكون جميعا تحت مظلة القانون .. واحترام القانون من الجميع حفاظا على مقدرات الوطن بعيدا عن المحسوبية ، ذلك حتماً يجعلنا جميعا خاضعون لسيادته وسلطته وهو بحد ذاته يكسبنا وعيا وثقافة راقية ، فالثقافة القانونية تحفظ للوطن أمنه واستقراره ، وتوفر لنا البيئة الهادئة والآمنة ، وفي نفس الوقت تجهض كل المحاولات التي تحاول النيل من حقوق المواطنين وهذا لا يؤتي أكله إلا بالمحافظة والالتزام بالثوابت الوطنية العليا التي نص عليها الدستور .

وكذلك لا نريد لأي مسؤول أن يكون ضحية التخبط في اتخاذ قرارات ارتجالية غير مدروسة ومضطربة وفق تكهنات أو توقعات تعيق عملية التنمية ، فلدينا الكثير من الطاقات والتي تنتظر دورها لتخدم الوطن والقادرة على اتخاذ القرارات بكل همة ومسؤولية . 

وأخيرا فأنا أعتقد أن توفير الحياة الكريمة لكل المواطنين من المسؤوليات المهمة للدولة ، التي يتبوأ مناصب مؤسساتها رجال عاهدوا الله على صون الأمانة ، فذلك حق من حقوق المواطن لا مِنة فيه لأحد ، ولا يحتمل المجاملات ولا إقفال اية جروح على عفنِها مهما كانت ، بل يجب إزالة كل من يتعين إزالتهم من العقول المأزومة أياً كانت ، كما يجب معالجة جميع القضايا التي من شأنها الوقوف أمام عجلة التقدم والتنمية ، ومحاربة الفساد ، فعلى الجميع تحمل مسؤولياتهم من مختلف أطياف نسيجنا الاجتماعي الواحد ، من اجل النهوض بأردن الخير والبركة والحفاظ عليه شامخا بهمه أبنائه النشامى الميامين ، وتحت راية قيادته الهاشمية الفذة.

حمانا الله وحمى الأردن من دنس الفساد والمفسدين والمنافقين وكل قوى الشد العكسي المأزومين العابثين بمقدرات الوطن 

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
صدق الله العظيم

مع تحياتي
الكاتب : فيصل تايه