تلك هي رحلة حذاء منتظر الزيدي المنطلق بقوة نحو العلم الأمريكي مرورا بوجه بوش ليرسم ابتسامة التشفي والرضى على وجوه الملايين من مقهوري العالم ممن نكل بهم بوش أو بذويهم وأحبتهم من أبناء دينهم أو جلدتهم خلال ثماني سنوات من جلوسه على رأس السلطة في أعتى ( ولا أقول أعظم ) وأشرس دولة في التاريخ .
لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن أشهد حدثا يفرغ شيئا مما امتلأ به القلب من حقدي على صورة ذلك الجندي الأمريكي وهو يفرك علم بلاده بعيني وأنف تمثال الرئيس صدام حسين قبل إسقاطه في ساحة الفردوس ، نسيت حينها صدام ومحبتي أو كرهي لحكمه ونظامه ولم يعد أمام ناظري على الشاشة سوى منظر البسطار الأمريكي يدوس كرامة العرب أجمعين ، لم يخطر ببالي حينها سوى استحالة أن أرى أحدا يلوك بأسنانه قلب بوش كما فعلت هند الهنود أكالة الكبود ، بقيت في غيضي أحمل حقدا لم أكن أتخيل أن قلبا في الكون سيتسع لمثله إلى أن أتى ذلك البطل الزيدي بفعلة لم يتوقعها أحد حين أطلق فردتي حذاءه برحلة صاروخية لم تمتد في الطيران سوى بضع ثواني لكنها حملت ملايين البشر لملايين الأميال والساعات في رحلة لن تتوقف على مدى الأجيال .
لم يخطىء حذاء الزيدي طريقه كما اعتقد البعض ممن تمنوا ملامسته وجنتي بوش فقد كان الحذاء ذكيا بما يفوق صواريخ أمريكا الموجهة بأعقد الأجهزة الإلكترونية عندما طأطأت فردته الأولى رأس الرئيس لترفض بعدها الفردة الأخرى مصافحة يد مضيف الرئيس التي امتدت حماية لوجه بوش واختارت الدوس على العلم الأمريكي الذي مرغ أنف الأمة في ساحة الفردوس .
لله درك أيها الزيدي البطل ، مرحى لك ولحذاء بمليون عمامة و عقال ، استحلفك بالله إن كتبت لك السلامة أن تغسل قدميك في منابع الرافدين ومنابع كل الأنهار العربية لنغسل وجوهنا صباح مساء علنا من غفوتنا نستفيق .
mustafawaked@hotmail.com