في إحدى أفلام الكرتون الأمريكية الشيقة استخدم المخرج صراخ وضحكات الأطفال لأغراض توليد الطاقة، وعليه فأنه يصار إلى حبس الأصوات بقوارير خاصة ثم يتم إعادة استغلالها ، وفي سياق الحديث عن هذا الموضوع فقد حدثني احد الأصدقاء عن حاجة الأردن الشديدة لاستغلال نظام الطاقة المتولدة من الريح والشمس كبديل عن الطاقة الكهربائية ، ولكن لماذا لا تستغل الحكومة الطاقات المهدورة لدى الشباب العاطلين عن العمل - والذين يقتلون الوقت بتدخين النارجيلة والمحادثات غير المنتجة - وذلك بتركيب دواليب دائرية ، عند تحريكها تنتج طاقة كهربائية يتم تخزينها في وحدات خاصة لإعادة توزيعها لاحقا، لنتخيل سوية مليون شابا وشابه عاطلين عن العمل يحركون مليون دولابا في نفس الوقت، كم من الفولتات العالية الجودة سيتم إنتاجها يوميا!
الحكومة بتنفيذها هذا المشروع ستقتل عصفورين بحجر واحد ولربما أكثر من عصفورين ، ممكن بطتين. اجزم أنها ستتفرغ للصيد تماما، فهذا الحل جدير بحل مشكلة البطالة والتي يعاني منها السوق الأردني، ناهيك عن توليد طاقة بديلة عن طاقة المولدات الكهربائية الباهظة الثمن، بالإضافة الى تخليص المجتمع من عادة التدخين الضارة صحيا، ولتسمي الحكومة مولودها الجديد بــ " توربينات شباب الأردن" او "ثورة المليون توربين".
سنسمع بعدها عن قصص نجاحات لهذا المشروع ولربما أن معظم المشكلات الاقتصادية الراهنة ستنتهي بعد تطبيقه مباشرة مثل مشروع "جر مياه الديسي " العالق منذ عشرات السنين ، نسيت إخباركم بان الطاقة المتولدة من دفع الدواليب يمكن تحويلها أيضا إلى طاقة ميكانيكية اي دفعية لجر المياه اوسحب النفط ،مليون شخص من الشباب - المقهور والباطل عن العمل- الغيور على طاقة هذا الوطن سيحركون بأرجلهم عجلات دافعة مولدة للطاقة بكافة إشكالها، وذلك كفيل بتحريك عجلة اقتصادنا الوطني و زيادة الناتج المحلي الإجمالي بل وبتخفيض المديونية ، وإذا سألت احد هؤلاء الشباب عن مسماه الوظيفي سيجيبك بكل فخر بأنه يعمل "كمحرك" لعجلة الاقتصاد الوطني ، ولربما ستتبنى الجامعات الأردنية هذا المشروع بفتح تخصصات متقدمة في نظام التحريك الوطني ، وتمنح شهادات عليا بهذا المجال ، وممكن رؤية نقابات تدافع عن حقوق المحركين وأحوالهم ، بل أن الفرصة سانحة لان يستعين العالم العربي والغربي بالأردن لتجربته الرائدة في هذا المجال.
لا استبعد بعدها أن تقوم شركة الكهرباء بتخفيض أسعار الكهرباء أو إقفال أبوابها نهائيا ، ولماذا نحتاج أصلا إلى شركة للكهرباء أو حتى للمياه، فكهربائنا ستنتج بأرجل شباب وطنية يعملون بنظام "الشفتات" ،ومياهنا سيتم جلبها وجرها من قرية "الديسي" مباشرة إلى عمان وباقي المحافظات بنفس الطريقة. واذا حالفنا الحظ واكتشف النفط فانه لا داعي لإعطاء الامتياز لشركات أجنبية فالشباب موجودون وجاهزيتهم دائما عالية للتحريك، الموقف بحاجة الى وقفة جدية من الجميع وبخاصة قطاع الشباب لرؤية هذا المشروع على ارض الواقع. لنكون متحدين في المرحلة القادمة ولنقلها بصوت عال : يا حكومة، نريد دواليبا بأسرع حال.