عندما ينتصر الحذاء للكرامة في مؤتمر " أم الأحذية "
15-12-2008 08:54 PM
عمون - ثلاثة أحذية دخلت التاريخ ، حذاء الطنبوري المرقع ، وحذاء الرئيس نيكيتا خروشوف الذي ضرب به منصة الأمم المتحدة ، والحذاء الأغلى اليوم هو حذاء ابن الرافدين و سليل الحمية الماجدة "منتظر الزيدي" الذي انتظره العرب طويلا ، ثم أبى إلا أن يدخل حذاءه التاريخ عبر وجه جورج بوش الرئيس الأرعن في تاريخ أميركا جمعاء ، بل العالم الغربي الحديث.
ذلك اليعربي إبن عشيرة بني زيد من قبيلة العبودة في قضاء الشطرة من أعمال محافظة ذي قار ، لم يكن قائدا عسكريا ، ولا رئيس جمهورية الدبابات ، ولم يخض غمار المعارك الكبرى لغزو العالم ، وهو غير محاط بدائرة من الدروع البشرية العسكرية ، ولا يمتلك أسلحة دمار شامل .. ولكنه قاتل في "موقعة أم الأحذية" الصحفية بما استطاع حلمه ان يصله ، ووقع بحذاءه برقية عاجلة الى العالم الحرّ ، مفادها إن الكون ليس فيه عبيد للجنس الأنجلوسكسوني والوجوه الحمر ، وذلك تعبيرا عما يعتمل في قلب خمسة وعشرون مليون عراقي سامهم الأنكل سام الراحل سوء العذاب ، وصنوف الإذلال ، وانتخى لمليون نخلة أحرقتها نيران التنين الغربي على شواطى دجلة والفرات . طيلة عشرين عاما من الحصار والقتل البطيء ، ثم الاحتلال المباشر وتفكيك الدولة .
فليذهب بوش الى أي منقلب ينقلب ، وليضع مرتزقة الحكم وخونة الأوطان ألف وسام على صدره كما يشاءون ، فستلاحقه حسرة اللحظة الأخيرة ، والزيارة الأخيرة ، و الفرصة الأخيرة لإظهار فخره وزهوه ، في أرض جـُبل ترابها من نار ، وطوقت ميادينها بالغار ، فطاردته لعنة سحقت كبرياءه ، وداس الحذاء على انتصاب قامته حين زاغ عنها يبحث عن مخبئ ، حتى وإن كان قرب حذاء المالكي ، ذاك الربيط في خان البيت الأسود لآل بوش زرق الدماء وكأن الشيطان تناسلهم .
فخرا بذلك الحذاء الذي " اعتقلته " مجموعة الحراسة الرئاسية ، خرج الملايين من العرب غير خجلين من أن يعلنوا احترامهم للحذاء وراميه.. وأصبح حديث القرية العربية هو بطولة حذاء الزيدي ، وقد ننسى الزيدي " المنجنيق " ونصنع تمثالا للحذاء بحجم تمثال الحرية المنصوب على البوابة الذهبية الامريكية.
فيا زمنا جعل الحذاء بطلا ، سجل لمنتعله يوما لا تغيب له شمس حينما أطفأ الضوء الأخضر في عيني الرئيس الذي لم يطفئ الضوء الأحمر منذ أقسم إلا أن يأخذ بثأر أبيه الذي داست صورة وجهه آلاف الأقدام والأحذية على بلاط فندق الرشيد .. فهاهو يودع مستعمرته الصغيرة الخضراء في بغداد بحذاء على الهواء مباشرة من طراز" قدم ـ وجه" ، ارتعدت فرائصه أمام ذاك الصحفي الثائر ، ولم يستطع إخفاء خوفه من حذاء ، ولم يفكر يوما أين يختفي ملايين البشر الأبرياء عن آلاف الأطنان من قنابل وصواريخ ورصاص قواته التي فتكت بكل الدساتير والقيم والأديان ومبادىء الإنسانية تنفيذا لرغبة الدم التي غطت قشرة الدماغ الضامر لديه جراء إدمان الكحول ، وأحادية الهدف ، حينما قرر أن يدمر اقتصاد بلاده ، وأن يشتري كراهية العالم لشعبه وبلده بثمن كان دما وأرواحا بريئة وأشلاء أجساد عافتها النسور والضباع .
ولأننا عرب لا نملك سوى إرث كبير من صناعة الكلام ، فلا تستغربوا أن تشمر الأقلام عن أذرعها ، وتنخرط في معركة " الغليل " ضد رئيس لم يحترم أبدا أي موقف سياسي حرّ تنطع به ، وحاول جاهدا طيلة ثمان سنين خلت أن يدمر كل شيء في هذا الكون ليرضي غرور الكاوبوي المطرود من رحمة الله والبشر ، وان يتعمد إهانة رؤساء الدول الذين لا ينساقون لفواحشه ، ولم يحترم التزامات الدول المعتدلة التي تنشد السلم والسلام والعدالة ، فأصبح يتجول قبل الرمق الأخير كغانية بين المراقص السياسية للعواصم ، ليقدم العرض الأخير ، ولعله لم يحصد التصفيق سوى في " مواويله وتراتيله " التي أطلقها في كنيست الكيان الصهيوني .
المخجل في الأمر ،إننا وبعد سنين من حروب قادها وريث الاستعمار الغربي بوش وأعوانه ، لم نرى من ينتصر للكرامة العربية أمام ذلك السكيّر سوى حذاء تعدى رأسه وضرب العلم الأمريكي ليهين رمز الأمة الحرة
و لم نجد ما يشفي الغليل سوى حذاء سينقل فورا الى مقر المخابرات المركزية لتحقيق معه وتحليل نسيجه ، قبل ان يعلن إنه من بقايا أسلحة الدمار الشامل ، وسيذهب الصحفي الزيدي الى سراديب التعذيب والموت المظلمة في عاصمة أبت إلا أن يتوالد فيها فرسان بين طبقات " النسوان " ..
فلتعش بغداد عربية حرة ، رغم أنف واشنطن بوش ، وطهران العمائم ، تلك الغربان والثعالب التي تنهش فيها كل يوم وليلة ..وشكرا للشعب الأمريكي الذي عرف كيف يكافىء سواد سياسة الجمهوري ، ببياض صفحة الديمقراطي الأفريقي .
اسمحوا لي .. لن أكمل .. فزملاءنا كفـّوا ووفـّوا
Royal430@hotmail.com