قدّم وزير "هَداة البال" تقريراً خاصّا لمجلس الوزراء خلال جلسة سريّة عقدها المجلس في قاعة خاصة بدار الرئاسة تُسمّى (قاعة إدارة الأزمات)، استعرض فيه أهم نتائج الدراسة التي قامت بها وزارة "هَداة البال" واستغرق إعدادها اثنى عشر شهراً كاملة، أي منذ تكليف الوزارة بمسؤولياتها، وقال الوزير: إن الدراسة التي شملت شريحة واسعة من مواطني الدولة خلصت إلى الآتي:
1) إن مستوى منسوب "هداة البال" قد انخفض تدريجياً على مدار الشهور الاثني عشر الماضية ليصل إلى أقل من 20%، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الدولة..!
2) لم تستطع البرامج المخطّطة التي نفّذتها وزارة "هداة البال" لبث مشاعر السعادة والأمل في نفوس المواطنين أن تترك أثراً ملموساً، وأن تنعكس على رفع مستوى الشعور بهداة البال..!
3) إن فئة من المواطنين عبّرت عن مشاعر صخب "البال" بإطلاق اتهامات سوداء طالت شخصيات مرموقة دون أن تكترث لأي عواقب قد تصيبها جرّاء ذلك، ما يعكس حدّة الصخب الذي يعتمل بداخلها حدّ التفجّر..!
4) إن النظرة لهداة البال يجب ألاّ تكون معزولة عن كفاية المال، وفي ظل أزمات مالية واقتصادية و"مرورية" خانقة وتآكل لمداخيل الناس وارتفاع معدلات البطالة، وتراجع النشاط الاستثماري في الدولة، وتفشّي فساد الذمم.. لا بد أن يترافق مع ذلك تراجع واضح في معدلات "هداة البال"...!
5) إن خطاب "السَكِينة" الذي أصّرت الحكومة على بثّه عبر منابرها الرسمية وغير الرسمية، وبالطريقة التي رأت أنها الوحيدة القادرة على خلق أجواء السكينة في النفوس، أخفق إخفاقاً ذريعاً، لا بل أسفر عن نتائج عكسية تماماً، وزاد في خفض معدل هداة البال لدى العامّة...!
6) إن ممارسات التنفيع والترقيع والترفيع والتلميع والتسميع والتلفيع والتشفيع والتوضيع والتهليع والتلكيع أدّت إلى تلويث المناخ العام في الدولة، وهدّدت بنسف ما تبقى من "هداة بال" لدى الفئات والشرائح الشعبية الهشّة والمهمّشة في المجتمع..!
ووقف مجلس الوزراء مشدوهاً مدهوشاً أمام نتائج التقرير المُخيِّبة، وشدّد الرئيس على التحفّظ على التقرير كاملاً، وعدم تسريب أي جزء منه، ولا سيّما النتائج، لوسائل الإعلام تحت طائلة المساءلة، وفيما قُدِّمت نسخة لرئيس الدولة، أصدر بالحال تكليفاً خاصاً للحكومة بالتعليل والتحليل وتقديم كتاب اعتذار عاجل إيذاناً بمرحلة انتقال إلى حكومة تحمل رؤية ثاقبة لرفع معدلات "هداة البال" لدى مواطني الدولة قبل أن تفقد شرعيتها...!
Subaihi_99@yahoo.com