والقُدس دائماً في القلب ..
حيدر محمود
04-06-2017 02:15 AM
«يستعيدُ الشاعر قصيدة الإعمار الهاشميّ لقبة الصخرة المشرفة، بعد اكمالِ أعمال الصيانة، التي تمّت مؤخراً على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وهو الوصيّ عليها وعلى سائر المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف»
دَمُ الشَّريفَيْن وَشْمٌ في أياديها
لا يَمَّحي، وَهْوَ كُحْلٌ في مآقيها
ولا تَزالُ على عَهْدِ الوفاءِ له
تصونُ أَنفاسَهُ الحَرّى، وتّذْكيها
ولا يزالُ على عَهْدِ الوفاءِ لها
يَسْقي، وآخَرُ يُسْتَسْقى فَيَسْقيها
والهاشميّونَ أَهْلهوها.. ولا أَحَدٌ
أَوْلى بدَقّاتِها، من صَدْرِ أَهْليها
وَهُمْ على خَدِّها: وَرْدٌ يٌقيمُ على
وَرْدٍ.. وَكُلُّ أَمانيهِم أمانيها
وَهُمْ يداها، وَعْيناها، وخافِقُها
ونَشْوَةُ القُبلّةِ الأُولى على فيها
يَسْري بِهم وَجْدُهُمْ في الليلِ، من كَبِدٍ
حَرّى، إلى كَبِدٍ حَرّى تُناجيها
ويَعْرُجُ الشَّوْقُ من شمسٍ، إلى قَمَرٍ
على جناحِ دُموعٍ، عَزَّ مُجْريها
وبارَكَ اللهُ في عُشّاقِها ورَعى
أشواقَ كُلِّ مُريدٍ من مُريديها
* * *
عمّانُ، يا نخلةً للقدسِ شامِخَةً
هذا اليقينُ الذي في القَلبِ يُحْييها
ويجعلُ القُدسَ أَقْوى في تَحَمُّلِها
ويجعلُ القُدسَ أقوى في تَحدّيها
هذا اليقينُ يَقيها ثَلْجَ غُرْبتِها
فقد تراكمَ حتّى كادَ يُنْهيِها!
لولاكَ لاستَسْلَمَتْ للريحِ رايتُها
وأَسْلَمَتْ لِجُنونِ المَوْج شاطيها
فقد تَخَّلَتْ «جبالُ ...» عن دَمِها
جميعُها.. وتَمادَتْ في تَخَلّيها
ولم يَعُدْ أَحَدٌ منها «يُصَبِّحُها»
بالخيرِ.. أو أَحَدٌ منها «يُمَسّيهاْ!!
وأنتَ وَحْدَكَ مَنْ يأْسى لِما فَعَلَتْ
بها الليالي التي طالَتْ لياليها
ويَشْهَدُ اللهُ أنّ القُدْسَ ما حَمَلَتْ
يوماً سوى الحُبِّ روُحاً في حواشيها
كانت مساجِدُها نَجْوى كنائِسها
والمؤمنون سواءٌ بين أَيْديها
إذا اشْتَكى «مَذْبحٌ» هَبَّتْ لنجدتِهِ
كْلُّ المحاريبِ في شتى نَواحيها
ولم تَجيءْ من تُرابِ الأرضِ تُرْبَتُها
ولا الحجارةُ جاءَتْ من رَواسيها
لكنّها من عرُوقِ المجدِ قد غُزِلَتْ
وباركتْها حنايا هاشمييّها!
الرأي