حذاء الطنبوري وحذاء الزيدي
هاني العزيزي
15-12-2008 12:17 PM
ضاق الطنبوري وفق قصته الشهيرة ذرعا بحذائة القديم المتآكل ، وحاول بشتى السبل التخلص منه ، لكنه كان في كل مرة يعاد إليه بطريقة أو أخرى ، متسببا له بمزيد من المشاكل ، إلى أن تبرأ منه أمام القاضي .
لم يكن مصدر ضيق الزيدي كمواطن عراقي هو حذاءه ، بل ضاق بالاحتلال الأمريكي لبلاده ، القتل واغتصاب الأرض والعرض ، وثبت له أن هذا الاحتلال هو سبب كل الأزمات والمحن التي تعصف بالعباد والبلاد . وقد وجد أن قذف الحذاء في وجه سبب مصائب البلاد على رؤوس الأشهاد هو وسيلة التعبير الأفضل عن هذا الضيق ، ورغم أن الحذاء لم يصب هامة جلاد الشعب العراقي وغيره ، إلا أن الاصابة كانت محققة ، فأدرك المشاهد العربي والأجنبي أن الاحتلال مرفوض ، ورموزه وأعوانه مرفوضة ومنبوذة .
قد يرى البعض أن خلع الحذاء وقذفه أمرا يرفضه الذوق ، ولا يقبله العرف الدولي ، ولا يليق بمواطن عراقي متعلم بحق زعيم أقوى دولة في العالم ، إلا أن أعمال القتل والنهب وهتك حرمة الأعراض التي يقوم بها عشرات الألوف من الجنود الأمريكيين ، ومعهم بضع عشرات من جنود دول أخرى لإسباغ صفة " الدولية " على الاحتلال ، تودي في النهاية إلى أن يقذف كل عراقي بحذائه – إن بقي له حذاء – وبكل ما يمكن ان تصله يداه في وجه جلاديه .
لترحل أمريكا ولتترك العراق لأهله ، هم أدرى بشؤونهم ، ولتكف أمريكا عن ترديد موال الديموقراطية ، فقد قضت ديموقراطيتها المزعومة بطريقة أو بأخرى على مئات الألوف من العراقيين ، ونهبت ثروات البلاد.
haniazizi@yahoo.com