شكرا للمقاومة العراقية، شكرا للاعلام الحر الذي كشف ويكشف ان الديمقراطية الامريكية موجودة في الافلام الهوليوودية فقط، شكرا للشرفاء من العراقيين وشكرا للحذاء العراقي، الحذاء الحر الذي تشرف وجه بوش بملامسته يوم امس في بغداد (المنصورة)، من منا لم يسعد لرؤيته يصفق رأس ذلك المجرم الابله واي محام لا يتمنى ان يدافع عنه وعن حذائه الشريف.
يبدو انني لست وحدي من اتمتع بخيال واسع سخي يقودني في احيان كثيرة الى الخروج عن المألوف في سبيل قضية تسكنني، ففي الامس فقط كنت اتسائل مع نفسي، ماذا لو قابلت الرئيس الامريكي (الراحل عن الكرسي) جورج بوش الابن؟! وذلك بعد سماعي لنتائج التقرير الصادرعن هيئة الابحاث في الكونغرس الامريكي والذي كشف ان امريكا قد انفقت ستمائة وعشرة مليار دولار على الحرب في العراق وافغانستان ولحماية قواعدها في جميع انحاء العالم، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. واضاف التقرير ان ادارة بوش فشلت في عملية التنمية.
تخيلت لو انني كنت من اجرى المقابلة التلفزيونية الاخيرة معه حين اعلن انه وبعد ثماني سنوات وهي فترة حكمه التي لعب فيها بكل الدمى العربية والقنابل والاسلحة الامريكية وما شابه، انه لم يكن مهيأ للحرب وبأنه كان ضحية للاستخبارات الامريكية.
ماذا كنت لارد عليه حين قالها بهذه البساطة، وهو الذي حطم الارقام القياسية في تدني شعبيته قبل تسلم اوباما مقاليد البيت الابيض، "سأغادر البيت الابيض مرفوع الرأس" بابتسامة بريئة حرم منها آلاف الاطفال في العراق وافغانستان حين قرر خوض حروب هو غير مؤهل لخوضها.
انها عجرفة الرئيس الامريكي الذي تسبب بموت اكثر من مليون عراقي وعدد مماثل من المدنيين الافغان الذين ارتفعت نسبتهم هذا العام الى اكثر من 40%، معربا عن امله ان يعتبره الامريكيون الذين تكبدوا 4000 قتيلا (حسب الرقم المعلن من قبل الامريكان)، شخصا اضطر لاتخاذ قرارات صعبة على حد قوله.
بوداعته المصطنعة والتي هي بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف، خاطب مصاص الدماء (دراكيولا) القرن ضحاياه من اطفال العرب والمسلمين الذين غير حياتهم الى الابد، فمنهم من صار يتيما ومنهم من حرم من المستقبل دون ان يسطر حرفا واحدا في كتاب الكبار.
في نهاية اللقاء، اضاف بوش "الصغير" القول ان من سيفتقد اليه اكثر من سواه هو القائد الاعلى للجيوش الاميركية واللقاءات مع عائلات الجنود القتلى، لأن هذه الاجتماعات "تلهمك كثيرا من الامور". واضاف "ان من يشد عزائم الناس (ويقصد الرئيس طبعا) ينتهي دائما الى ان يكون الشخص الذي نشد من عزيمته"، هكذا انهى هذا اللقاء العابر وعاد الى احضان بيته وعائلته في البيت الابيض الاسود ولم يتطرق الى ذكر العراق او افغانستان والى ذكر الضحايا هناك وكأنهم لم يكونوا يوما من سكان الارض، ولم يتنفسوا يوما الهواء الذي يتنفسه.
بمرور الزمن وتكرار التجربة ذاتها وان اختلف الفأر المستخدم، اكاد اجزم ان النتيجة واحدة وهي ان الرئيس الامريكي يضع قلبه وعقله على اعتاب باب البيت الابيض ليستعيدهما بعد الانتهاء من ولايته ان اقتضت مصلحته ذلك طبعا. هذا هو التفسير الوحيد لاعلان بوش وأسفه لأخطاء الاستخبارات الامريكية في العراق وانه لم يتوقع الحرب. هووغيره من الرؤساء الامريكان ساروا على خطة مرسومة ومنهج معلن ومعروف ولا يرتبط بشخص الرئيس، فالرئيس هناك هو اداة لتنقيذ الخطة الموضوعة مسبقا.
فيا ايها الاطفال النائمون تحت التراب، لاتزعلوا من عمو بوش، لقد اخطأ وله منكم السماح، فالقنابل التي حرمتكم الحياة لا تتعدى كونها جزءا من استراتيجية حمقاء وردة فعل وهدايا مقدمة منه في حرب صديقة، ايتها الامهات الثكالى في العراق وافغانستان، في فلسطين وامريكا، لا تحزنوا فكلنا فداء لخطة بني صهيون التي ينفذها الرئيس الابيض، او الاسود، لا فرق، في البيت الابيض، ولا عزاء للضحايا. اقولها ثانية شكرا ايها العراقي الذي قال الكثير بحذائه الشريف بينما صمت المالكي واعوانه من الباعة المتجولين، صمت مطبق...انه زمن الاحذية.
.....أمريكا على الأسوار
تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية
يا هيروشيما العاشق العربي
أمريكا هي الطاعون
والطاعون أمريكا
نعسنا.. أيقظتنا الطائرات
وصوت أمريكا ......
الراحل محمود درويش