عمليّات التّجميل: من "التّجميل" إلى "التّشويه" حتّى "الموت"
منال ايوب
02-06-2017 03:12 PM
السّعي إلى التّجميل في لبنان وفي مختلف بلدان العالم يلقى رواجاً من أغلبيّة النّاس وتحديداً في عالم المشاهير، من فنّانين وسياسييّن...، وفي عالم الأغنياء، واليوم يلجأ بعض الناس العادييّن إليها أيضاً، لأنّها "موضة العصر".
منذ عقود أو ربّما قرون، اقتصرت عمليّات التّجميل على ضرورات التّشوّهات الخلقيّة، وعلى الحروق وآثار الحوادث، كان الهدف منها "التّجميل" لا غير لتحسين وضع التّشوّه الذّي يُصيب الجسم أو أحد أعضائه.
منذ بداية التّسعينات، توسّع هدف العمليّات الجراحيّة ونطاقها، تحديداً في لبنان، وبات الناس يريدون التّشبه بهذه الفنّانة أو تلك، أو بهذا السّياسي أو ذاك! منذ تلك الفترة، ازدادت نسبة الرّاغبين في إجراء عمليّة تجميل، على الرّغم من أن الأنف مثلاً ليس كبيراً أو كثير الإنعكاف.
بدأت المبالغة في هذه المرحلة لتغيير الشّكل وتحسينه، حتّى انتقلنا إلى مرحلة "التّشويه"، إلى مرحلة لا يمكن تمييز هذه الفتاة عن تلك وتحديداً في منطقة الوجه، فالشّفاه متشابهة والوجه صاف يخلو من التّجاعيد ومن آثار الشّيخوخة والبقع الدّاكنة.
كلّهن شبيهات، وهنا نتوجّه إلى الجنس اللّطيف، لأنّ المرأة تبحث عن الجمال أكثر من الرجل... وقد ترى البشاعة في الوجه والتّشويه والحروق بسبب المبالغة التّي حوّلت الجمال الطّبيعي إلى بشاعة لا توصف، لسبب واحد، وهو إرضاء النّفس والشّعور بالرّضى لإثبات الجمال... وكل ذلك مرتبط بالثّقة!
ها نحن اليوم، نتخطّى مرحلة "التّجميل" ومرحلة "التّشويه"، وننتقل إلى المرحلة الفظيعة، وهي مرحلة "الموت". اليوم، باتت العمليّات خطراً يهدّد حياة كل شخص يرغب بالتّجميل.
كل رحلة بحثاً عن الجمال لم تعد تحمل نهاية سعيدة، إنّما أوصلتهم من فراش التّجميل إلى فراش "الموت"، فجنَوا على أنفسهم من دون إدراكهم ذلك!
الإنسان يبالغ على حساب صحّته وحياته، علماً أنّ الأمراض اليوم تقضي على أرواح تريد ارتشاف أيّام وساعات من هذه الحياة الجميلة كما هي...فلنهدّئ من روعنا قليلاً، ولنحافظ على حياتنا بعيداً عن شهواتنا ورغباتنا، كي لا نخسرها!
قلّة الثّقة بالنّفس، التّشابه بالغير جميلاً كان أم بشعاً، المبالغة لإظهار النّفس، والغيرة العمياء... ! هذه هي الأمور التّي تقضي علينا... الناس جهلوا أن الجمال الخارجيّ لا يكتمل إلّا من خلال جمال الرّوح!