بوش .. زيارة وداعية لأجمل حذاء
د.مهند مبيضين
15-12-2008 12:46 AM
قذف وجه الرئيس بوش بحذاء من قبل الصحفي العراقي منتظر الزيدي، جواب يليق بسؤال الكراهية الذي سأله الاميركان لأنفسهم، حين وجه مثقفون أميركان رسالة للعالم الإسلامي بعد 11 سبتمبر بعنوان لماذا يكرهوننا؟
حذاء عراقي أرعب رئيس الدولة العظمى، وقبل ثلاث سنوات حبل مشنقة لم يرعب الرئيس صدام رحمه الله، فارق الخبرة تجلى جيدا، وراعي البقر يبدو انه بحاجة دوما لتذكيره بسوء تدبيره.
حادثة القذف بالحذاء لم تحصل لرئيس أميركي من قبل، ستظل نادرة من نوادر العصر، وجزءا من تاريخ الإمبراطورية، لكن يظل الفارق بين رئيس ورئيس، رئيس حر حين دنا منه الموت فتجلت شجاعته، ورئيس حينما أقبل الحذاء دنا من الأرض.
صحيح أن الفارق كبير، لكن المشهد يعف عن التعليق ولا يحتاج لكبير تحليل حتى لا نرهقه.
هي مرحلة جديدة، قذف وجوه الرؤساء المحتلين بالأحذية،هو خير رد على قدوم الرئيس بوش الذي جاء ليحتفل مع المالكي بتوقيع الاتفاقية الأمنية، لكن الأمر المهم هو أن المالكي ارتبك أكثر من بوش الذي اخذ الأمر كأنه دعابة. فيما المالكي تسمر وكأنه هو المصاب، أو ربما استشعر نفس المصير.
الحذاء الأول تجاوز الرئيس والثاني - للمدقق في المشهد- تجاوز الرئيس بوش إلى العلم الاميركي، تلك هي الإمبراطورية يشيح الرؤساء بوجوههم عن الأحذية لتطال أعلامها.
السؤال من سيملك الحذاء بعد ذلك؟ اقترح أن يوضع في المتحف العراقي أو يأخذه الرئيس بوش لخليفته ليبرهن به على نجاحاته في العراق، وفي كلتا الحالتين سيغدو الحذاء غنيمة لمن يملكه، لأنه سيبقى حذاء طال الرئيس بوش وعلمه أكثر من أي سلاح آخر.
ختاما، سيبقى المشهد حاضرا، وسيكون أجمل ما في الزيارة الوداعية، ولو عاد الرئيس صدام واشتهى زيارة تفقدية فالأرجح انه سيقلد الزيدي وسام الشجاعة.
Mohannad974@yahoo.com