فكرة إعلامية .. منْ يشاطرني الرأي .. ؟؟
موسى الصبيحي
14-12-2008 11:24 PM
منذ عقود والإعلام الرسمي الأردني يحاول أن يتلمس مواقع أقدامه، سواء في حقبة ما قبل الديمقراطية أو ما بعدها، وقيل كلام كثير عن دور الإعلام الرسمي في المجتمع، وهل هو إعلام دولة.. وطن، أم إعلام حكومات.. ولم تستطع أي حكومة أن تجيب على هذا السؤآل من الناحية العملية.. وظلت أمورنا الإعلامية وفلسفتنا الإعلامية في حالة من الضبابية وفقدان الهوية، طوراً تقترب من الهدف خطوة وطوراً تبتعد عنه خطوات، وارتبط ذلك بمستوى فهم الحكومات المتعاقبة لفلسفة الإعلام الرسمي ورسالته ودوره في حياة الناس والمجتمع..!!
الآن وبعد أن تم إلغاء المجلس الأعلى للإعلام، وكان جهازاً تنظيمياً حاول لعدة سنوات أن يرسم ملامح وحدود السياسات الإعلامية وأن ينظم عمل الأجهزة الإعلامية، لكن على ما يبدو أثبتت التجربة فشل المجلس في تحقيق الغاية التي أنشيء من أجلها، وحتى نكون أكثر دقة ربما يعود سبب الفشل إلى عدم وضوح الغاية من استحداث المجلس في أذهان أصحاب الفكرة أو أنها لم تكن حقيقية ولم تكن مبررة.. فقد تم إنشاؤه دون أن نعلم لماذا.. وتم إلغاؤه دون أن نعلم لماذا أيضاً..!!
وعلى الرغم من ذلك، ونحن نقف اليوم أمام حالة الإلغاء، لا بد أن نعترف بأن فكرة المجلس من الناحية المبدئية لم تكن سيئة، والفشل في تقديري كان بسبب إساءة فهم الفكرة وإساءة تطبيقها.. فالفكرة جيدة وكان يمكن أن تؤتي ثمارها لو تم استخدامها وتطبيقها بأسلوب ناجع..
على أي حال، حتى نخرج من كل هذا الماضي الممضّ، فإنني أقترح فكرة بديلة تتمثل بتشكيل هيئة وطنية تنفيذية مستقلة للإعلام، ترتبط بمجلس الأمة، ويكون لها مجلس أمناء من رموز وطنية وقامات إعلامية رفيعة تكون مسؤولة عن رسم سياسات وواقع الإعلام في البلاد انطلاقاً من فهم واستيعاب عميق للفلسفة التي قامت عليها الدولة الأردنية.. فلا يجوز أن يظل الإعلام الأردني بلا بوصلة، فاقداً للهوية، لا يعرف أين يتجه وما هي أهدافه وغاياته، ولا كيف يصبح إعلاماً فاعلاً مؤثراً تنموياً على الساحة الداخلية، وقادراً على إيصال رسالة الدولة بوضوح وتأثير على الساحة الإقليمية والدولية، إضافة إلى دور آخر مهم يتمثل بتنظيم الساحة الإعلامية ومعالجة فقاعات ودمامل نمت على الساحة في غياب الهوية الإعلامية وابتعاد العديد من أصحاب الرأي والكلمة والخبرة عن الساحة..!!
أتمنى أن يتم التفكير بجدية في إيجاد هذا الجسم وبأسلوب جديد تماماً فلسفة وتشريعاً وأدوات وشخوصاً، فلعلنا نصل إلى معالجة جادة لتشوهات إعلامية حادت بنا عن الطريق، ولعلنا نتلمس مساراً إعلامياً واضحاً يساعد في بلوغ الهدف الذي نتطلع إليه .. أن يكون إعلامنا إعلام دولة ووطن قولاً وواقعاً..
Subaihi_99@yahoo.com